جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في مستهل رئاسته بشعار ” أمريكا تعود ” وهو يقصد استعادة الولايات المتحدة الأمريكية لدورها العالمي الذي أجهضه سلفه دونالد ترامب.
إن العودة التي تعمل عليها إدارة بايدن هي الإمساك بالقطبية الأحادية مجدداً والتحكم بالقرار الدولي وإزالة العقبات من طريقها، وأهم هذه العقبات محاولة وقف نهضة الصين وتحجيم روسيا ولجم إيران ولذلك سارع إلى إحياء التحالف مع الاتحاد الأوروبي والاستقواء به ضد الصين وروسيا وتفعيل حلف ” الناتو ” ليكون رأس الحربة في تنفيذ سياسات بايدن الخارجية .
وفي هذا السياق توالى التهديد الغربي بالعقوبات وتعالت النبرة الحربية من واشنطن وحلفائها وتم التحرش العسكري بروسيا وتسخين الأجواء في البحر الأسود ومحاولة تطويق الاتحاد الروسي بقوات حلف شمال الأطلسي وجرى التحريض والتحشيد ضد الصين وبرزت العقبات في وجه العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ولم تسفر قمة بايدن- بوتين في جنيف عن أي نتائج ملموسة وكأن الإدارة الأمريكية أرادتها للاستهلاك الإعلامي، أي قمة من أجل القمة فقط .
إزاء هذه السياسة العدوانية لإدارة بايدن عملت موسكو على تغيير خطة استراتيجية الأمن القومي الروسي التي وصفها الرئيس بوتين بأنها ستكون رادعة لحلف الناتو وللمخططات العدوانية ضد روسيا
كما رفضت إيران أي ضغوط للتراجع فيما يخص ملفها النووي ووجهت رسالة قوية بإنجاز انتخابات الرئاسة وإسقاط الرهانات الأمريكية .
وفي الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني رد الرئيس شي جين بينغ على تهديدات واشنطن والاتحاد الأوروبي بأن زمن التنمر على الصين قد ولى إلى الأبد وأن لا أحد يستطيع أن يوقف نهضة بلاده وتقدمها وأن طريق النهوض والتطور لا رجعة عنه .
ما فات جو بايدن هو أن العالم قد تغير وأن زمن الأحادية القطبية الأمريكية قد أصبح من الماضي وأن العودة إلى الوضع السابق الذي كانت فيه واشنطن الآمر الناهي باتت أضغاث أحلام لساكن البيت الأبيض إن لم تكن شبه مستحيلة .
tu.saqr@gmail.com