تخمينات.. من جديد!

من بداهة الأشياء أن تبحث وزارة المالية عن زيادات الرسوم والضرائب لرفد الخزينة ، وهي في دوامة البحث عن كل مطرح ضريبي، وفي الوقت ذاته تجهد في ضبط إيقاعات التهرّب الضريبي لكبار المكلّفين، وهؤلاء الذين عرفوا فصول اللعبة منذ سنوات وحققوا مكاسب ليست بالسهلة، مستغلين جملة من الأسباب والمطارح والإجراءات القاصرة التي لم تستطع ضبط كل تحركاتهم وألاعيبهم بتهربهم من دفع التكليفات الصحيحة ..الآن هناك إجراءات فاعلة تصب في خانة تصويب كل اعوجاجات التهرب أينما وجدت حفاظاً على كل ضريبة مستوجبة الدفع .. وتحقيق العدالة للجميع وسد أي منفذ يتهرب منه من يجد ثغرة تجعله خارج مظلة الاستحقاق الضريبي .
صحيح أن أيَّ ضريبة تترك آثاراً يراها البعض محلَّ تساؤل واستغراب، وإذا كان فرض هذه الضريبة أو الإجراء المالي الجديد يشوبه بعض الإشكالات، أو لديه بعض الثغرات فقد يكون كارثياً ويترك انطباعات غير جيدة ، أو ربما يشلّ حركة عمل أو يبطىء في أنشطة مرفق خدمي أو تجاري واقتصادي ، فالتأني والتمحيص الدقيقان ضرورة قبل التسرع في إصدار أي خطوة أو بلاغ أو إجراء مالي ما ، لكي نتجنب أي انعكاسات عند تطبيقه ..!
ما إن تم تطبيق قانون ضريبة البيوع العقارية حتى ظهرت العديد من الإشكالات ، وهذا أمر محتمل الوقوع ، فقطاع العقارات من القطاعات التي تفتقر إلى قاعدة بيانات عقارية ومالية دقيقة أصلاً، فلا الأسعار سليمة ، ولا البيانات المقدمة للدوائر العقارية والمالية دقيقة ، سوق تنتابه العديد من الملاحظات والاعوجاجات ، وقد تسرعت المالية بإخراج ضريبة بيع العقارات وتطبيقها مباشرة ، ما أوجد صدمة، وتخمينات لم تنسجم مع أرض الواقع ، وتالياً توقف أنشطة البيع والتسجيل ومتابعة أنشطة وأعمال التشييد والإنجاز في قطاع العقارات، فبدلاً من ضبط ضريبة هذا القطاع تناقصت أنشطته، وجاءت تخمينات بعض اللجان في بعض المحافظات مجحفة وغير دقيقة، وقد يكون مرد ذلك إلى غياب قاعدة بيانات صحيحة وكافية لدى الدوائر المختصة، الأمر الذي حذا بوزارة المالية تكليف لجانها من جديد لدراسة ومناقشة التخمينات وإعادتها من باب تصويب الأخطاء وبعض الثغرات.. والجميع يتطلع إلى أن تخرج المالية بجملة تصويبات متكاملة لضريبة بيع العقارات، وتكون تخمينات لجانها متوافقة مع أرض الواقع ..!
الرجوع عن الخطأ فضيلة ، وتصويب إي إشكال منذ بداية تطبيق أي إجراء ضرورة ، عندها تكتمل حلقة العمل ونصل إلى معادلة توصل كل الأطراف إلى أداء وإنجاز وفائدة ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار