بلينكن بين الأقوال الوردية والإجرام

تصريحات وردية أطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اجتماع روما الذي انعقد قبل أيام لبحث الإجراءات المتعلقة بمحاربة “داعش” حيث أكد ضرورة محاربة التنظيم والعمل على حل الأزمة في سورية سياسياً وفق القرار الدولي 2254 وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وللدول التي تستضيف اللاجئين، فيما كانت الطائرات الأمريكية قد أغارت على مواقع قوات الحشد الشعبي العراقي على الحدود العراقية- السورية والتي أبلت بلاء حسناً في محاربة التنظيم الإرهابي ولا تزال هذه القوات تلاحق فلول “داعش”.

ما يعني أن وزير الخارجية الأمريكي كان يحاول (تغطية السموات بالقبوات) ليس في الامتناع عن محاربة “داعش” فقط وإنما في استهداف من حارب ويحارب “داعش”.

ولا يزال الوزير وإدارته يضعان العراقيل أمام الحل السياسي للأزمة في سورية ولا يحترم ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254 ذلك القرار الذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية وسيادتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وأن الشعب السوري هو من يقرر مصيره.

إن بلينكن يعلم علم اليقين أن “الحلف” الذي شكلته أمريكا تحت لافتة محاربة “داعش” هو تحالف غير شرعي وأن وجود قواته فوق الأراضي السورية هو وجود مخالف لكل المواثيق والأعراف الدولية، وأن الزعم بتقديم مساعدات إنسانية لا يمكن أن يغطي على الجرائم الموصوفة التي ترتكبها قواته في سرقة النفط السوري وممارسة العقوبات التي طالت كل سوري داخل أو خارج البلاد.

إن بلينكن وإدارته مستمرون في الكذب وذر الرماد في العيون وما يمارسونه من عقوبات وضغوطات ومخالفات للقانون الدولي ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانية.

ولعل الشيء الوحيد الذي قاله صادقاً على هامش الاجتماع المذكور دعوته لدول التحالف غير الشرعي بأن تستعيد أبناءها “الدواعش” من معتقلات ميليشيا “قسد” لأنهم يعيشون ظروفاً مأساوية تتقطع لها قلوب المسؤولين في الإدارة الأمريكية.. فيما لايرف لتلك الإدارة جفن للجرائم التي ارتكبها ويرتكبها هؤلاء الإرهابيون الذين تم تصنيعهم أمريكياً وفق اعترافات هيلاري كلينتون الموثقة.

إن محاولات أمريكا التظاهر بحرصها على تطبيق القرار 2254 وحديثها عن حل الأزمة في سورية وتخفيف معاناة شعبها لا تتطلب تقديم حفنة من الدولارات أو بعض سلال الغذاء عبر ممرات غير شرعية وإنما تتطلب رفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري والتوقف عن سرقة نفطه وغازه ومحاصيله الزراعية وإجبار النظام التركي على الإفراج عن حصة سورية والعراق من نهر الفرات ورفع الغطاء عن الإرهابيين الذين يسرحون ويمرحون في محيط القواعد الأمريكية كالتنف وغيرها.

إن سورية وحلفاءها متمسكون بالشرعية الدولية وبميثاق الأمم المتحدة وعلى أمريكا والدول التي تحالفت معها وأرسلت آلاف الإرهابيين أن تعيد النظر بمواقفها لأن حبل الكذب ليس قصيراً فقط بل أصبح مكشوفاً ومرفوضاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار