أكثر من ملحّ
بات الهم اليومي والحديث الشاغل للناس في كل المحافظات والمناطق موضوع انقطاع الكهرباء وزيادة ساعات التقنين التي عطلت أغلب تفصيلات الحياة اليومية ولكل أعمال شرائح المجتمع والأسر التي بدورها اضطرت للاستغناء عن مؤونتها التي كانت توفر عليها جزءاً من مصاريفها خلال فصل الشتاء.
منذ سنوات وسنوات تم طرح موضوع التوجه نحو الاعتماد على الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والاستعاضة بها عن الكهرباء، وكان التشجيع حينها بمنح قروض ميسرة كانت تكفي لشراء أجهزة استخدامها إلا أن توفر الكهرباء وقتها لم يضطر المواطنين أو أصحاب الشركات للاستفادة منها، أي لم تكن الحاجة ماسة لها آنذاك، ما جعل استخدامها على نطاق ضيق، أما اليوم وبسبب وجود الاحتلال الأمريكي والتنظيمات الإرهابية والميلشيات التي يدعمها في الجزيرة السورية الغنية بالغاز والنفط أدى إلى نقص الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية وبروز الحاجة إلى إطالة فترات التقنين لساعات طويلة جداً مقابل ساعات وصل قليلة لا تفي بالغرض بما قد يوقف الكثير من الأعمال والنشاطات ويؤثر في مناحي الحياة بشكل عام بات التوجه نحو استخدام الطاقة البديلة أكثر من ملحّ، ولاسيما أننا نمر بظروف حصار اقتصادي جائر ولا نعلم إلى متى سيستمر الوضع على هذه الحال!؟.
وهنا تبرز الحاجة لإعادة دراسة إمكانية منح قروض بشروط ميسرة تكون متناسبة مع الإمكانات المادية لأغلب الشرائح في آلية تسديدها ومتوازية مع الأسعار الحالية للأجهزة الخاصة بالاستفادة من الطاقة الشمسية بما يغطي مستلزمات شرائها والتركيز والتشجيع على أجهزة الخلايا الكهروضوئية والسخانات الشمسية التي تلبي حاجة المنازل وغيرها من الطاقة اللازمة، وأن يكون بيع تلك الأجهزة تحت إشراف الجهات العامة بما يضمن جودتها واستمرار عملها لفترات أطول لا أن يترك الأمر للقطاع الخاص في تحديد الأسعار التي يريدها والنوعيات التي يوفرها في الأسواق.
كل ذلك إذا ما تم توجيهه بالمسار الصحيح من شأنه أن يؤثر إيجاباً في توفير حاجة الناس الفعلية للطاقة بما ينعكس على التقليل من الحاجة للكهرباء وللمواد الأولية اللازمة لتوليدها والتي قد تكون فاتورة استجرارها مرتفعة جداً وتزيد حاجتنا للقطع الأجنبي لتأمينها، كما لا يغيب عن أذهاننا دور الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا والذي يؤثر في وصول تلك المواد كما الكثير من المستلزمات الضرورية في أوقات الحاجة الفعلية لها، لذلك بات التوجه إلى الطاقة البديلة اليوم أكثر من ملحّ.