جاءت زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف الأخيرة لدمشق بعد عدة أيام من قمة جنيف 16 حزيران الجاري التي جمعت الرئيس الروسي فلا ديمير بوتين و نظيره الأمريكي جو بايدن لبحث ملفات عدة كان من بينها الملف السوري ، وفي ضوء المعطيات ، وكذا التصريحات ، فإن تلك الزيارة هدفت إلى أمرين اثنين، أولاهما وضع القيادة السورية بصورة النتائج التي تم التوصل إليها ما بين طرفي القمة ، وفي السياق ذاته إزالة اللبس الحاصل بفعل تضارب المعلومات التي راحت تنقلها العديد من وكالات الأنباء العالمية . فقبول موسكو لمبدأ ” فتح كل الملفات ” لا يمثل بأي حال من الأحوال حالة استعداد لحدوث انعطافة روسية في مسارات استراتيجية قلما شهدت تبدلاً يذكر تجاه النظرة إلى ما يجري في سورية حتى قبيل التدخل العسكري الروسي في سورية أيلول 2015 ، وثانيهما إرسال رسالة روسية من دمشق مفادها ؛ الإصرار الروسي على دعم دمشق في مواجهة الضغوط الأمريكية عليها – والتي باتت تمثل خياراً أخيراً كما يبدو – لانتزاع تنازلات سياسية منها .
وما يعزز وجود هذا الإصرار ما قاله بوريسوف عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي وصفه بأنه ” وصل إلى مرحلته النهائية ” مضيفاً بأن بلاده ” على استعداد لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية لسورية ” ، والتصريحات السابقة لا يمكن وضعها إلا في سياق واحد يريد القول إن الرهان الغربي على إمكان اتخاذ الخط البياني، الراسم للتحالف السوري – الروسي، وضعية انحدارية بعدما بلغ ذروة عالية هو رهان خاطئ ، وأن موسكو ماضية في تعزيز استراتيجيتها القائمة على المضي في محاربة الإرهاب والبدء بإعادة الإعمار في سورية ، مع الأخذ في الحسبان أن الفعل الروسي سيكون محفزاً لآخربن لا يزالون ميالين إلى التردد بفعل الضغوط الأمريكية.