الأمل بالزراعة

كانت الزراعة هي المصدر الرئيس للغذاء على مدى العصور، وأقيمت على أكنافها الكثير من الحضارات، وبقيت الأساس في إمداد البشرية بالغذاء، ومصدراً أساسياً للمواد الخام التي تدخل في العديد من الصناعات كالمنسوجات والزيوت والقطن والسكر والأرز والفواكه والخضراوات.
لذلك تبدو أهمية التمسك بالزراعة لكونها الأمل، الذي يضمن أمننا الغذائي بتوفير احتياجاتنا الأساسية، بدلاً من صرف القطع الأجنبي لجهة تأمينها، بعد توقف عجلة الإنتاج في العديد من حقولنا، نتيجة الإرهاب الذي عانى منه الوطن، وركز على مقومات العيش الأساسية للموطنين من خلال العبث بحقول القمح، وغيرها من الزراعات.
اليوم يتجدد الأمل بالزراعة، من خلال العودة إلى الأرض والجذور أيام الاكتفاء الذاتي، حين كان كل منزل في الريف يؤمن حاجاته على مدار العام، وما يفيض عنه يحاول عبره شراء بقية المتطلبات لديه.
كم أحوجنا للعودة إلى تلك الأيام لخبز التنور والصاج وللدجاجات المحيطة بالمنزل، ولبضع الأبقار والأغنام التي ترعى بالقرب من تلك المنازل، مؤمنة للفلاح احتياجاته من الحليب واللبن والجبن واللحوم والصوف.
العودة لتلك الأيام تتطلب من الجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة والجهات المرتبطة بها، تأمين السبل الكفيلة بتمسك الفلاح بأرضه، كي لا نعود لنغمة إغراءات المدينة، التي كانت في حقبة زمنية معينة عبئاً تحملته الدولة من خلال خروج العديد من المنتجين الزراعيين الذين فضلوا حياة الرفاهية على حياة المزارعين بالتوجه للمدينة، فكانت النتيجة أننا دفعنا الثمن غالياً تجاه ذلك.
بلدنا زراعي مهما حاول الآخرون أن يغيروا قناعتنا، وبالزراعة تزدهر الأمم وترتقي، والزراعة اليوم بأشكالها المتعددة كفيلة بحل الكثير من مشكلاتنا الغذائية، فزراعة المواد العلفية على سبيل المثال وإنتاجها سيكون كفيلاً بخفض تكاليف الإنتاج للحصول على المشتقات الغذائية من ألبان وأجبان ولحوم التي ارتفعت أسعارها لدرجة لا تطاق نتيجة التحكم بأسعار المواد العلفية من قبل التجار المستوردين، وفرضهم الأسعار المرتفعة التي جعلت «ذو الجناحين؛ ونقصد الفروج بات حلماً للسوريين فهل يعقل ذلك».؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار