مصداقية أمريكا على المحك..!

أكدت جميع الأطراف المشاركة في مباحثات فيينا المتعلقة بالملف النووي الإيراني أن تقدماً ملموساً قد حصل في الجولة السادسة كما أكدت تلك الأطراف أن الجولات السابقة حملت المزيد من التقدم، لكن ذلك لم يكن كافياً لتوقيع الاتفاق وإسدال الستار على هروب واشنطن من نكوصها وتملصها من الالتزام الذي وقعته مع الأربعة زائد واحد في العام 2015 وصدر في ذلك قرار من مجلس الأمن يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني.

إن المشكلة الأساسية التي تمنع التوقيع على الاتفاق مرة أخرى هو محاولة إدارة بايدن شراء المزيد من الوقت للحصول على تنازلات يبدو أنها مستحيلة، أما المشكلة الأخرى فهي تتعلق بفقدان الثقة بأمريكا وإصرار إيران وبعض الأطراف المشاركة في المفاوضات على تعهدات أمريكية واضحة بأنها لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى كما فعلت إدارة ترامب وانسحبت منه في العام 2018 وبالتالي فقد أصبحت مصداقية أمريكا على المحك بعد أن مل العالم من أكاذيب الإدارات الأمريكية المزمنة التي كادت تطيح بالاستقرار الدولي ووضعت الأمن والسلم الدوليين على شفير الهاوية.

إن الجولة السابعة القادمة من المفاوضات لم تحدد بعد لكنها ربما تكون الأخيرة خاصة إذا أرادت إدارة بايدن أن تفي بوعودها للشعب الأمريكي ولشعوب العالم بأن تخفف من جرعات الكذب التي أدمنتها عبر العقود الماضية، فالقضية لا تتعلق باتفاق جديد بقدر ما تتعلق بإحياء اتفاق قديم يضمن مصالح الجهات التي وقعت عليه ويحترم ميثاق الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الصادر بهذا الخصوص.

إن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي الإيراني له تأثيرات كبيرة على معظم الملفات والأزمات التي تعاني منها المنطقة وقد تبشر بتفاهمات إقليمية تنهي الاحتقان والتوتر الذي حاولت إدارة ترامب أن تصب الزيت على نيرانه وتشعل حروباً بين دول الإقليم لا تجلب إلا الخراب والدمار للجميع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار