النفايات ثروة

خطوة إيجابية وفي الطريق الصحيح برغم أنها متأخرة ، لكن « أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألّا تأتي أبداً».
هي التوجه نحو ضرورة الاستفادة من قطاع النفايات، وإطلاق مشاريع لمعالجتها بالتشاركية مع القطاع الخاص، وتحويل هذا القطاع إلى مورد للدخل.
إذ لا يخفى أن الطريقة التي تعمل بها معظم البلديات للتخلص من مشكلات النفايات هي بإنشاء مطامر لطمر النفايات أي بإخفائها عن الأعين فقط، وهكذا فنحن نطمر المشكلة ولا نحلها بل على العكس يتم تدمير المناطق التي تتواجد فيها مكبات ومطامر النفايات وما حولها، لما تخلفه من آثار بيئية مدمرة وكارثية على مدى طويل، في حين يمكن معالجة تلك النفايات بطريقة علمية صحيحة والحصول منها على ثروات هائلة، كالكهرباء والغاز ويمكن إعادة تدوير الكثير من نواتج المواد الصلبة، إضافة إلى إنتاج أسمدة عضوية.
كانت لدينا مشاريع لإدارة النفايات الصلبة منذ عشرات السنين وتم إنشاء معامل لفرز النفايات، لكنها إما كانت فاشلة وإما لم تفِ بالغرض، كما في مكب البصة باللاذقية على سبيل المثال، ويبدو أن هناك حلقات مفقودة في هذه المعالجة, ما جعلها غير ناجحة، والجدير بالذكر أن هناك وعوداً منذ أكثر من عشر سنوات والوعود تتوالى للانتقال إلى مكب قاسية بالقرب من مدينة الحفة الذي سيكون الأمل المنشود في معالجة النفايات بمحافظة اللاذقية والاستفادة منها بالشكل الأصح، في حين ستبقى ملايين الأطنان مدفونة في مكب البصة وآثارها ستبقى مستمرة.
ما أود التركيز عليه هنا هو إحدى النقاط الهامة لنجاح معالجة النفايات والاستفادة منها بالشكل الأصح والعلمي، هي عملية الفرز، بحيث تتم هذه العملية من المنازل والمحلات والمنشآت بمختلف أنواعها، وهذه الطريقة لن يكتب لها النجاح إذا لم يكن للمواطن أو أصحاب المحلات والمنشآت مصلحة في ذلك، والمصلحة هنا هي بالحصول على مبالغ مالية لقاء النفايات المفرزة، ولضمان نجاح ذلك السماح بإقامة شركات تقوم هي بهذه المهمة، فتجميع القمامة بشكل عشوائي كلها مع بعضها البعض هو أحد أهم المعضلات والمشكلات الكبرى في عملية المعالجة.
وتالياً يكون للجميع مصلحة وفائدة، للناس والشركات والمعامل التي ستقام للمعالجة، وسيتم اختصار حلقات كبيرة ومكلفة جداً في عملية المعالجة.
وللتذكير فقط بأنه كانت هناك دعوات من بعض الشركات لمعالجة النفايات وتوليد الكهرباء منها منذ عدة سنوات، لكن على ما يبدو العصي وضعت بالدواليب ووئدت في مكانها.