منغّصات يومية
كثيرة هي المشكلات التي باتت تنغص حياة المواطنين وأصبح بعضها جزءاً لا يتجزأ من مسار حياته اليومية حتى بات التعايش والتأقلم معها لزاماً علينا واقعاً لا مفرّ منه نظراً لمعرفتنا أن هذه الظروف لم تكن موجودة لولا الحرب الإرهابية والحصار الأمريكي الظالم المفروض على سورية.
فمثلاً مشكلة النقل في دمشق وندرة وسائطه, تلك المشكلة الحاضرة باستمرار, ليست وليدة اليوم بل مضى عليها وقت طويل ولم تجد الجهات المعنية حلولاً جذرية لها وكل يوم تتفاقم عن سابقه.
مشاهد يومية باتت اعتيادية ومألوفة أن ترى المئات من المواطنين ينتظرون أي وسيلة نقل تخفف عنهم حرّ الشمس وتوصلهم إلى منازلهم أو أعمالهم أو أياً كانت وجهتهم, في ظل قلة أعداد وسائل النقل وتمنّع سائقيها في حال وجدت عن الالتزام بالخطوط المحددة وفي حال وافقوا على نقل الركاب يفرضون أجرة مضاعفة أو يتركون المجال لأصحاب سيارات الأجرة لتفرض هي الأخرى أجرة غير منطقية وما على المواطن إلا الدفع بالتي هي أحسن أو البقاء في الشارع الانتظار ساعات إضافية أخرى حتى أصبح الكثيرون يحسبون ألف حساب قبل أن يفكروا في مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى وعندها عليهم أن يستبقوا موعدهم بساعتين ضماناً لوصولهم في الوقت المحدد .
حجج كثيرة يسوقها السائقون من عدم توافر الوقود وشرائه بالسعر الحر وسط نفي الجهات المعنية هذه الحجج وتأكيدها أنهم يحصلون على مخصصاتهم . ووعود كثيرة بحل هذه المشكلة ومحاولات برفد بعض الخطوط بباصات نقل داخلي إلا أن تلك الوعود والحلول لم تنهِ المشكلة وسنبقى ندور في حلقة مفرغة إذا لم تتكرم الجهات المعنية وترسل مراقبين لما يجري في منطقة جسر الرئيس على سبيل المثال أو أي مكان لتجمع الركاب لعلهم يرون بأم العين كم من «الشنططة» والعذاب اللذين يعانيهما المواطنون يومياً والمشقة والانتظار لعل ذلك يفتّح أذهانهم لإيجاد حلول جذرية وإلزام السائقين بالخطوط المحددة لهم ومعاقبة من لا يلتزم ليكون ذلك رادعاً للمخالفين ويمنع تكرار مثل هذه المشاهد اليومية التي أمست أكثر من مخجلة ومعيبة فهل نرى توجهاً كهذا ومعاينة المشكلة على أرض الواقع أم سنبقى ندور في إطار المكاتب وإصدار القرارات من وراء الطاولات من دون متابعة تطبيقها وما ينفذ منها ؟!.