لم يعد الحديث عن إعادة واشنطن تدوير إرهابيي “داعش” بجديد، ففي السجل الأمريكي الكثير من الحالات، ليس آخرها قيام قوات الاحتلال الأمريكي بنقل دفعة جديدة من إرهابيي “داعش” من السجون التي تسيطر عليها “قسد” في الحسكة إلى قاعدة الاحتلال الأمريكي في الشدادي.
العملية المشار إليها، والتي تمت بشكل محكم، حيث رافق نقل إرهابيي “داعش” تحليق مكثف لطيران الاحتلال الأمريكي على ارتفاعات منخفضة في أجواء مدينة الحسكة من الجهة الجنوبية، الهدف منها كما يؤكد أبناء المنطقة تدريب هؤلاء الإرهابيين على يد عناصر الاستخبارات الأمريكية، تمهيداً لاستخدامهم في تنفيذ هجمات ضد الجيشين العربي السوري والروسي والتجمعات السكانية والمرافق الحيوية في ريف المحافظة الجنوبي.
اللعبة المفضلة للقوات الأمريكية المحتلة، والتي ما انفكت الأخيرة تمارسها، تشير إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية، تمضي في السياسة نفسها في تحريك أحجار شطرنج الإرهاب التكفيري، وتعيد تنظيمها، بهدف إعادة استثمار المجاميع الإرهابية واستخدامها لتنفيذ مخططات واشنطن بالمنطقة، وبالأخص في سورية والعراق على حد سواء.
لقد أصبح معلوماً قيام قوات الاحتلال الأمريكي على امتداد السنتين الماضيتين، بنقل عدد من إرهابيي “داعش” من السجون التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”، المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، في مدينة الحسكة، ومن الأراضي العراقية، وذلك في سياق استثمارها لإرهابيي التنظيم، لتنفيذ مخططات واشنطن، أو لطمس الدلائل التي تدينها بعمليات القتل والسرقة.
ثمة من يرى أن الاحتلال الأمريكي يريد التخلص من هذه الأحجار بتذويبها وطحنها من دون ترك أي أثر أو مستندات ووثائق تدينها إثر استنفاد مفعولها، كنتيجة لمجيء طاقم سياسي جديد للإدارة الأميركية في البيت الأبيض.
لكن أصحاب هذا الرأي فاتتهم الحقيقة المؤكدة والتي لا تحتاج إلى إثباتات، وهي أن الطواقم الأميركية المتعاقبة تثبت بقاءها على نهجها الإستراتيجي بما يرعى بالدرجة الأساس المصالح الأميركية والإسرائيلية بالمنطقة، وإن الساحات الدولية تشكل خريطة عمل دؤوب لنهج أميركي لن يتغير بتغير الرؤساء.
الخطوة الأمريكية لا بد تقودنا للحديث عن جماعات كثيرة أخرى استعانت ولا زالت تستعين بها قوات الاحتلال الأميركي في سورية، في سياق عملية التدوير التي ستبقى مستمرة وبقوة خصوصاً بعدما اعتمدت الإدارة الأمريكية سياسة الوكلاء والأدوات بدل الانخراط المباشر عبر جيوشها.