رؤية الرئيس الأسد لتفعيل المشروع القومي
قدم الرئيس بشار الأسد خلال استقباله وفداً من المؤتمر القومي الإسلامي قبل أيام، رؤية جديدة تعتبر “خريطة طريق” لإحياء المشروع القومي العربي، والذي عاش “كبوة” ملحوظة منذ عقدين من الزمن، على الأقل، بفعل الأحداث التي شهدتها المنطقة، والتي كانت لها انعكاسات مهمة على ذلك المشروع لدرجة تهديد الأصالة التي يتمتع بها هذا الأخير.
ارتكزت الرؤية الجديدة عند الرئيس الأسد، على ركيزتين أساسيتين:
أولاهما وجوب تقديم صياغة جديدة للخطاب القومي يكون قادراً من خلالها على ربط المشروع مع مصالح الشارع العربي، حيث قال: “إن التحدي الأكبر الذي يواجه المثقفين العرب هو القدرة على إقناع الناس بأن هناك علاقة مباشرة بين الانتماء والمصلحة”، والمؤكد هو أن الطرح يمثل محاولة للاستفادة من تجارب تاريخية عريقة، من نوع النهوض الأوروبي الحاصل في القرنين الثامن والتاسع عشر الذي استطاع التأسيس لحالة النهوض التي عاشتها الدول الأوربية فيما بعد، فالمصلحة الأوروبية ولدت في رحم السوق، الذي يقيم اعتباراً لمصالح الناس.
وثانيهما دعوة النخب والمثقفين العرب لتقديم المشروع القومي العربي بصورة مشروع انتماء، مع تأكيده وجوب التخفيف من “الجرعات” العقائدية، وهنا يتضح أن الدعوة تريد القول إن لا بديل عن المشروع القومي العربي لأنه يمثل بالدرجة الأولى ضرورة للبقاء، وضرورة لحفظ الذات الجماعية العربية، ثم إنه يمثل هوية حضارية يعرفنا بها الخارج ويتعاطى معنا من خلالها، وإن كان من الضروري الخروج من حالة الجمود التي استولدتها “الزلازل” التي شهدتها المنطقة على امتداد العقود المنصرمة.
من دون أدنى شك، تغني الأفكار السابقة المشروع القومي العربي الذي يجب أن تعنى النخب بحل المشاغل النظرية له.