مشاركون في المهرجان الأدبي: تظاهرة اجتماعية وثقافية
جسد المهرجان الأدبي المركزي الخامس عشر الذي أقيم على مدى أربعة أيام في جامعة تشرين حالة اجتماعية وثقافية عميقة بين 65 طالباً وطالبة يمثلون 18 فرعاً من الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة، واستقطب مواهب أدبية شابة متنوعة فمنهم من أبدع بالقصة وآخرون بالشعر والخاطرة والنقد والمسرح، وخضعوا لتقييم لجان أساتذة جامعيين وشعراء، ليفوز 15 مشاركاً منهم بمختلف الأجناس الأدبية المشاركة، ويتم تكريمهم بجوائز معنوية ورمزية في المهرجان.
الشباب يرقى ليكون أديباً
وبين المهندس عمر الجباعي رئيس مكتب الثقافة والإعلام المركزي في الاتحاد الوطني للطلبة لـ «تشرين» أن الهدف من المهرجان هو استقطاب المواهب الأدبية و اكتشافها في الجامعات، و تقديمها للحياة الثقافية السورية، لتكون على منابرنا في الفترة القادمة، لنساهم في رفع مستوى الثقافة، خاصة أن الكتابات التي شارك فيها الطلاب تحاكي الواقع الملموس للشباب، وبعضها ممتزج بالألم، فكتبوا للشهيد وللأم وللواقع المعيشي الصعب، وغيره الكثير من آلام الواقع، لافتاً إلى أن طموح اتحاد الطلبة تقديمهم بشكل صحيح للمجتمع، وأن تتابع الجهات المعنية بالجانب الثقافي كاتحاد الكتاب العرب و وزارة الثقافة استثمار هذه المواهب.
وأشار الجباعي إلى أنه تم استقطاب فائزين شباب من المهرجانات السابقة، كضيوف شرف ليكونوا ملهمين ومشجعين للطلاب الموهوبين، فأغلب الموهوبين هم من اختصاصات الطب والهندسة والاقتصاد والحقوق والعلوم إضافة للأدب العربي، وهذا دليل وفقاً للجباعي على الاهتمام باللغة، والمحاكاة الحقيقية للواقع المعيش، وهذا يدل على صمود الشعر وهو رسالة للعالم بأن الشباب صامدون، ولم يستطع الإرهاب ولم تستطع وسائل التواصل الاجتماعي أن تبعدهم عن لغتهم العربية والاهتمام بها.
انتصار حقيقي للجامعات
و وصفت الدكتورة غيثاء قادرة أستاذة الأدب القديم في جامعة تشرين المهرجان بالتظاهرة الفكرية العلمية الثقافية الأدبية، حيث يسعى الشباب ليكونوا أدباء ونحن نحترم مشاركاتهم، ونسعى لنكون منطقيين ونأخذ بأيديهم، ونمدهم بالتوجيهات ليرتقوا ويكونوا أدباء. وأضافت: لقاء هذا العدد من الطلاب، ومن مختلف المحافظات يشكل انتصاراً حقيقياً، في وجه الظلامية التي أراد الاستعمار فرضها.
وأشارت الدكتورة خلود ترمانيني أستاذة في النقد الحديث في جامعة حلب أن الأدب جزء من الحياة، و شبابنا عاشوا ألماً متواصلاً وخرجوا منه بقوة، وهذه القوة قوة سورية، واستطاع أبناء سورية أن يحققوا المطلوب، منهم الطالب الجندي والطالب على مقاعد الدراسة والطالب المرابط الذي يعيل أسرة.
وختمت: هذا المهرجان جعل الطلاب في جو الأخوة يعيشون جواً أسرياً واجتماعياً بامتياز، وهناك نماذج مما يقدمونه يسترق السمع لجماليتها.
تنافسنا بروح رياضية
من جانبه قال المشارك يزن عصام من جامعة طرطوس، سنة خامسة هندسة تقنية: يتميز مهرجان هذا العام عن المهرجان السابق، من حيث ارتقاء مستوى الأعمال المقدمة، وهذا يعني أن أحد أهداف المهرجان تحقق، وأن مستوى الأدب يصعد ويأخذ مكانه الصحيح بين الشباب.
وكانت مشاركة الطالب فادي مراد كلية الحقوق الثالثة في القنيطرة بقصيدة للجولان السوري المحتل، حيث أراد أن يخلدها شعراً تقصد أن يذكر في قصيدته أسماء بعض القرى حتى لا تغيب عن الذاكرة، لتبقى أسماؤها العربية معروفة للجيل القادم .. قائلاً: إن المشاركة كبيرة ومتنوعة، وهذا يبشر بالخير وإن اللغة ماثلة بوجداننا، ولا تغيب مهما حاولت العولمة أن تستقطبنا إليها بوسائلها الحديثة.
«مساكين» عنوان القصيدة التي تحدثت عن معاناة الشعراء، وقدمتها طالبة الدكتوراه في اللغة العربية سلام التركماني من جامعة دمشق قائلة: جمعنا المهرجان على المحبة والمنافسة بروح رياضية.
ومن الواقع الذي نعيشه استلهمت ياسمين سميعات سنة ثالثة بيولوجيا من درعا قصة قصيرة عن التنمر، سلطت فيها الضوء على تأثير التنمر على المستوى النفسي والاجتماعي، والتعليمي للشباب والصغار والكبار على حد سواء.
وقال اسماعيل الربداوي – طب أسنان سنة رابعة من جامعة الشام الخاصة: إن المهرجان أعاد الشباب إلى عشر سنوات مضت، ونعيش أجواء الألفة والمحبة، واجتمعنا بأصدقاء من مختلف المحافظات لم نرهم منذ سنوات.
ورافق المهرجان معرضٌ للكتاب في المكتبة المركزية، ومعرضٌ للأعمال اليدوية واللوحات الفنية، حيث يباع أي كتاب في المعرض بـ200 ليرة سورية فقط، وهذا تشجيع للطلاب على شراء الكتب.