مازالت وعوداً
ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح الموضوع والتذكير به, إذ إن توقف شعبة الإخصاب المساعد ومعالجة العقم ( طفل الأنبوب ) في مشفى التوليد الجامعي بدمشق عن العمل منذ عشر سنوات بسبب سفر الطبيب المختص وعدم تدريب كوادر بديلة لا يزال إلى اليوم من دون حل بعد أن كلف إنشاؤه الدولة مبالغ طائلة لرفده بالتجهيزات اللازمة, على الرغم من كثرة الوعود وتكرارها من الجهات المعنية بالسعي لإعادة تأهيل الكوادر اللازمة لتفعيله .
الشعبة التي كانت في بداية افتتاحها أنعشت آمال الكثيرين من الحالمين بالأبوة والأمومة ومنعتهم ظروفهم المادية من تحقيق هذا الحلم ليجدوا فيها بصيص أمل ضمن إمكاناتهم في ظل ارتفاع أجور تلك المعالجة في القطاع الخاص , وكانت المعالجات التي تجرى بها على مستوى جيد من النجاح وتعدّ إنجازاً طبياً متطوراً .
طبعاً كل الوعود السابقة بإعادة تفعيل الشعبة لم تخرج عن إطار كونها وعوداً ، ولن تخرج عن هذا الإطار إذا لم تتوافر النية الحقيقية لذلك, والسعي لتدريب الكوادر اللازمة للإقلاع بالعمل والأهم الاتفاق على أسماء محددة يتم الإجماع والموافقة عليها, فمهما بلغت تكلفة تدريبهم لن تكون أكثر من تكلفة إصلاح الأجهزة المتطورة المركونة في المركز بعد مرور سنوات وسنوات على توقفها في حال تلفها والاضطرار لدفع تكاليف باهظة لإصلاحها .
ولكن إلى اليوم لم نجد أي خطوات جدية تحققت في هذا المجال ومازالت المبررات نفسها تتكرر كل عام, بينما المستفيد الوحيد هو القطاع الخاص الذي ترك له الباب مفتوحاً على مصراعيه في حصر إجراء معالجات كهذه لديه وتقاضيه ملايين الليرات عليها, في ظل الحاجة الماسة للبعض لإجرائها مهما كلفهم الأمر والاضطرار أحياناً لإعادة المحاولة أكثر من مرة .
فهل سنشهد خطوات جادة ونية فعلية تكون نتائجها ملموسة في هذا الموضوع أم ستبقى الشعبة متوقفة لسنوات أخرى ليصدق قول البعض والتكهنات بأن هناك مصلحة لجهات معينة في ذلك ؟!