مع بدء امتحانات شهادات التعليم الأساسي والثانوية العامة بفروعها كافة، يعود السؤال القديم الجديد عن جدوى قطع الاتصالات الخليوية والانترنت، وهل هذا الإجراء يحقق الهدف المطلوب؟
في الإجابة، ومن تجارب الأعوام السابقة فإن هذه العملية لم تلغِ الغش في الامتحانات، ولا تسرب الأسئلة بعد بدء الامتحانات، كما حدث في مادة الفيزياء والفلسفة منذ يومين في الشهادة الثانوية العلمي والأدبي.. والغريب فعلاً أنه تم تشغيل شبكة الإنترنت لمدة نصف ساعة تقريباً ثم تم إيقافها ما الحكمة من ذلك، لا أحد يعلم، لكن هناك من يخمن أن تسريب الأسئلة قد تم خلال هذا الوقت.. ومن بعض القائمين على الامتحانات أنفسهم إن كانوا مراقبين أو رؤساء مراكز أو غير ذلك وهذا ما أكدته وزارة التربية عندما قامت بمعاقبة رؤساء مراكز امتحانية ومراقبين في محافظتي درعا ودير الزور بسبب مساهمتهم في عمليات الغش وتسريب الأسئلة..
هنا نسأل عن جدوى اجتماع أربعة وزراء منذ قرابة أسبوعين وهم التربية والاتصالات والداخلية والإدارة المحلية .. وللعلم فإن أدوار هؤلاء الوزراء يقوم بها مديرو التربية والاتصالات والوحدات الشرطية والوحدات الإدارية كل حسب الدور المكلف به.. وإذا بقوا على قطع النت والاتصالات كما السابق من دون إيجاد آلية جديدة للضبط، فإن هذا الاجتماع هو مضيعة لوقت التربية والاتصالات.. أما أدوار الوزارات الأخرى فتقتصر على التأكيد للتعاون مع مديريات التربية كحراسة المراكز الامتحانية من قبل الوحدات الشرطية، وتأمين وسائط نقل من قبل الإدارة المحلية.. ولأن لا شيء جديداً عن الأعوام السابقة، فإن هذا الاجتماع هو أيضاً مضيعة لوقت السادة الوزراء.
عندما تم الحديث عن تركيب كاميرات مراقبة في القاعات الامتحانية قلنا إننا سنطوي سنوات من الغش الامتحاني، ولأن الموازنات لم تسمح على ما يبدو فقد بقيت الأمور على حالها مع الاستعاضة عن ذلك باجتماع رباعي الأقطاب لم يقدم أي جديد!