وانتصر المقام
يقال : «لكل مقامٍ مقال»، لكن مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية بما يمثله من هيبة الدولة وسرّ صمودها كأحد أركان السيادة في مثلث الحكمة المقدّس «الجيش والشعب والقائد» يختلف في مضمونه عن أي مقام، وخير من يكتب مقاله هو شعب متجذر في أسّ الحضارات وصاحب أول الحروف والأبجدية، وحده القادر على كتابة هذا المقال وصياغة حروفه وتطويقه بهالةٍ من الصمود قلّ نظيرها حين خطّ حروفه وكتبه بدماء الشهداء وتضحيات جيشه العظام، وقال كلمته الفصل في معركة الكرامة والسيادة في يوم الاستحقاق العظيم استحقاق الوطن، وكتبها بالدم: نعم لمن صان المقام وحافظ على اليمين حين أقسم بالله أن يصون الوطن ويدافع عن كرامة شعبه، وحين أقسم أيضاً أن يكون المواطن والطبيب أولاً فكان بحق رمزاً للكرامة والعنفوان في دفاعه وصموده وبقائه كالطود الشامخ راسخاً رسوخ الجبال رافعاً ومدافعاً شرساً عن راية سورية لتبقى خفاقة ترفرف.. كتب الشعب مقال مقام الرئاسة ممثلاً بالسيد الرئيس بشار الأسد، وقال: نعم لمن وقف وقفة الرجال في زمن أشباه الرجال، لمن لم يستكنْ أو يلنْ يشد أزره من شعبه، كيف لا وهو من قال لأحد الصحفيين في أحد لقاءاته رداً على سؤاله: «ألم تيئس لحظةً يا سيادة الرئيس خلال هذه الحرب؟ فكان جوابه صادماً: نعم أشعر أحياناً باليأس لكن ما إن يردني اتصال من العاملين على إعادة شبكات الكهرباء أو الماء والخدمات للمواطنين بعد أي عمل إرهابي في أي منطقة، وصيانة ما دمره الإرهاب يشتد أزري من شعبي.
قالها شعب سورية وكتب مقاله الفصل: نعم لسورية.. نعم لمن صان المقام فكُبر هذا المقام وكُبر القائد والمقام بشعبه وانتصر.. كم هي عظيمة سورية بهذا الشعب، بصرخته الواحدة الموحدة وهتافه لها من كل جهاتها الأربع؛ من جبالها وسهولها ،من ساحلها وبحرها لصحرائها ليصب صدى الصوت في دمشق قلبها النابض بالحياة و ليقول للعالم أجمع ولمن أراد لها الموت وتقطيع أوصالها بإرهابه الأسود الدامي، ولمن قاد هذا الإرهاب: إنّا هنا باقون، على صدوركم جاثمون في أرض الحضارات، مولد الأنبياء لنعيد التاريخ إلى أبجديته الأولى للعالم ومن حيث انطلقت أول مرة ونصدّرها للعالم بأننا أصل وجودكم.