وطن لا يموت
أتمت سورية يومها الانتخابي الكبير بكل سلاسة, وسطر السوريون مجدداً ملحمة انتصار كبيرة على امتداد الخريطة السورية، وشكل مشهد الانتخابات الرئاسية وسط الإقبال الجماهيري الكبير في كافة المحافظات السورية تجسيداً للحرية والديمقراطية وللقرار الوطني المستقل.
قال السوريون كلمتهم بالمشاركة الكثيفة التي حملت المعنى الأعمق، وهو أنهم شعب لا يموت, شعب تواق إلى الحياة في وطن يشهد ولادة جديدة تنفض غبار سنوات الحرب الفائتة, شعب يقرر ويختار بحرية بمواجهة كل الضغوط والأذيات الخارجية, شعب صامد رغم ضائقة المعيشة التي يمر بها والحصار الجائر المفروض عليه, شعب تجاوز عراقيل وضعتها بعض الجماعات المسلحة وتحداها وعبر نحو مراكز الاقتراع لأنه مصمم على التمسك بدولته ومؤسساتها والمشاركة بالاقتراع واختيار رئيسه المقبل .
وبأجواء انتخابية غير مسبوقة عبر السوريون عن إرادتهم ومارسوا حقهم الدستوري وكان تحيزهم الكبير لوطنهم ووحدتهم دون أي شيء آخر وتجلى ذلك انطلاقاً من دمشق إلى المحافظات الداخلية والشرقية ثم إلى المحافظات الساحلية وكل شبر من الأراضي السورية. المناطق المحررة من قبضة الإرهاب كانت عنواناً بارزاً للاستحقاق الكبير في أغلب المناطق السورية وتدفق أهلها إلى مراكز الاقتراع حاملين الأعلام في أيديهم وسورية في قلبهم, كرسالة شعبية عن تمسك السوريين بخيار الدولة، ورفض كل وجود أجنبي غير شرعي على الأرض السورية.
انقضى اليوم الانتخابي الاستثنائي بكل المقاييس, وبدأت عملية فرز الأصوات في مهمة لا تبدو سهلة للقائمين على عمليات الفرز بعد رصد أعلى معدلات إقبال سجلت في تاريخ الانتخابات السورية وفقاً للمعطيات وللمشاهد وكثافة المقترعين المحتشدين للإدلاء بأصواتهم.
شكرت اللجنة القضائية العليا للانتخابات الشعب السوري على التزامه بالدستور والقانون مؤكدة أنه لم يسجل أي خرق للقانون في جميع المراكز الانتخابية التي تجاوزت الـ 12 ألف صندوق انتخابي بالتزامن مع وجود 132 وسيلة إعلامية عملت على تغطية اليوم الانتخابي السوري.