الوفاء عنوان شمائلنا
الرهان الصائب على بناء الوطن لا يكون إلا بالاعتماد على سواعد أبنائه المخلصين الذين لم ولن تثني عزيمتهم النوائب والملمات مهما بلغت عتياً.. وأي رهان آخر أو ارتهان للخارج لن يحصد سوى الخيبات.
إن أبناء سورية هم ورثة العديد من الحضارات العريقة التي تعاقبت عليها على مرّ العصور، ومن أهم شمائلهم الأصالة والمروءة والوفاء.. وما سطروه من ملاحم صمود وثبات كل من موقع عمله وعلى قدر عالٍ من المسؤولية والبذل والعطاء للذود عن حياض الوطن خلال سنوات الحرب الظالمة على بلدنا لهو بحق مفخرة واعتزاز لنا جميعاً .. أمام أنفسنا بالدرجة الأولى وأمام شعوب العالم بالدرجة الثانية.
إن الاتكاء على الإرث الحضاري المجيد لبلدنا والانطلاق من حاضر الانتصارات المشرّفة التي بددت مشاريع الأعداء، لهو الضمانة لاستمرارنا بالسير على الطريق الصواب، وبمزيد من الصبر والعمل يحدونا الأمل بغدٍ أفضل سنرتقي جميعاً ببلدنا إلى حيث نطمح من التنمية والازدهار والاستقرار الذي فيه مصلحة لكل أطياف المجتمع.
لقد أصبح واضحاً للقاصي والداني أن مصير كل الضغوطات الخارجية التي تستهدف تعطيل الدولة والنيل من السيادة ووحدة التراب السوري هو الفشل الذريع كما في كل مرة، وما صنعه وأنجزه السوريون من انتصارات وكرسوه من مواظبة على العمل بكل تفانٍ وإخلاص كفيل بخلاصنا من المحنة التي نمر بها.
إن أداء الواجب الوطني في الإقبال الواسع على صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية لا شك سيكلل ثمرة صمودنا وتضحياتنا وعملنا وإنتاجنا لكونه يمثل استمرار الدولة وسيادة القانون، ويعني أننا نساهم بمسؤولية عالية في وصول الأكفأ والأقدر إلى سدة الحكم وقيادة سورية إلى مستقبل أفضل لكل أبنائها.. ولنا في ذوينا السوريين في بلاد المهجر خير مثال في نبل انتمائهم لوطنهم عندما أقبلوا بكثافة على مراكز الاقتراع ضمن سفاراتنا في الخارج للإدلاء بأصواتهم لاختيار الأنسب لمستقبل سورية ولم ترهبهم أو تثنيهم أياً من الضغوطات التي مورست في بعض الدول عن أداء هذا الحق والواجب الوطني.