كما أدهشت سورية العالم في مواجهة جيوش الإرهاب المتوحشة من كل أصقاع الدنيا خلال عشر سنوات، ودحرتهم، تدهش اليوم الجميع بوقفتها الجبارة لإنجاز استحقاقها الدستوري، من دون التفات للتشويش والتضليل ومحاولات التعطيل ومنع السوريين من الوصول إلى سفاراتهم، الذي جاء عاملاً إضافياً زاد من حماس السوريين ليكونوا مع وطنهم صفا واحداً، وعلى قلب رجل واحد ضد من يريد الشر به.
في هذا الاستحقاق تتجلى الخصوصية السورية بأوضح معانيها أو بالأحرى الاستثنائية السورية وفي مقدمتها الثبات في الموقف والحفاظ على السيادة والقرار المستقل والهوية والانتماء والتمسك بالدولة ومؤسساتها وبالتوازي مع الاستمرار في محاربة فلول الإرهاب من دون توقف.
لم تستطع قوى العدوان أن تحقق أهدافها، أو تفرض “دستوراً” حسب مقاييسها، كما عجزت عن فتح ثغرة لدفع شراذم معارضات مأجورة إلى الواجهة، فكان التماسك السوري حاجزاً منيعاً أمام أي انهيار لدولته الوطنية المتشبثة بسيادتها ووحدة أراضيها حتى النهاية وهي رمز خصوصيتها المعروفة بها.
إن انجاز الاستحقاق الرئاسي في سورية في موعده بعد عشر سنوات عجاف مريرة من الحرب الإرهابية الكونية ضد الشعب السوري يعد تتويجاً وتثبيتاً لانتصار الدولة السورية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وحلفائها على قوى العدوان ومشروعها الإرهابي، وهو يشكل قوة زخم إضافية لمحور المقاومة التي تمثل سورية واسطة العقد فيه وهو إعلان صريح على فشل الرهانات على عجز الدولة السورية.
إنجاز سيفتح الباب عريضاً أمام تعافي سورية وإعادة الإعمار وتجديد الهمم والعزائم لتكون أقوى وأمنع في وجه التحديات القادمة كلها.
وما من شك أنه بفضل المعادلة الثلاثية الفولاذية (شعب- جيش- قيادة) تم انتزاع النصر على الإرهاب.
وسورية اليوم تنتصر مجدداً في الإصرار على إنجار الانتخابات الرئاسية كمحطة مهمة نحو المستقبل ورفض القبول بانتخابات إلا وفقاً لدستور عام 2012 الذي تم إقراره من الشعب السوري، وعليه سقطت أوراق معارضات واشنطن والحكومات الغربية المنافقة، وتمضي سورية في استحقاقها الدستوري ولا تنتظر صكوك اعتراف مشبوهة ودروساً في الديمقراطية المزيفة من فرنسا وألمانيا وغيرهما ولا تخجل هذه الحكومات من نفسها وهي تتناقض مع كل ما تدعيه من ديمقراطية وحرية عندما تمنع المواطنين السوريين من الوصول إلى سفارتهم لممارسة حقهم في الانتخاب الذي كفلته كل المواثيق والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية فيينا لكنهم بهذه التصرفات المشينة عرّوا أنفسهم أمام شعوبهم وأمام العالم.