أيام قليلة تفصلنا عن ساعة التحول الكبير في حياة المواطنين, التي رسم لها كل معاني العيش الكريم والحياة الرغيدة, في ظل قواسم مشتركة تجمع الوطنية الخالصة والعمل الدؤوب لصنع المستقبل الذي يحمي الوطن والأبناء من شر العوز والحاجة , وهذا كله يحدده موعد الاستحقاق الرئاسي والكلمة الحق في اختيار الرئيس الذي يمثل تلك القواسم لخدمة الوطن والمواطن , في ظل ظروف صعبة لم تشهدها بلدنا من قبل , “حرب كونية – تدمير ممنهج لمكونات الدولة – حصار اقتصادي أشد من الظلم ذاته – عقوبات أكثر من ظالمة – وأخطرها الفساد الذي يحتاج للمعالجة من الجذور” .
وبالتالي كل مواطن يدرك هذه الحقيقة , لكنها بحاجة إلى ترجمة ووضع حسابات المعالجة , والرؤى والاستراتيجيات, التي تكفل نجاح التنفيذ , وهذه لن تتم إلا باختيار الرئيس الذي يحمل المسؤولية التي يحددها صندوق الاقتراع في السادس والعشرين من الشهر الجاري , واختيار الشعب له , لترجمة خطط التنفيذ التي تكفل حياة أفضل للمواطن , وهذا بدوره لن يتم إلا بأدوات وطنية , وكفاءات تحمل كل دلالات المستقبل الآتي, وخطوات الترجمة على أرض الواقع, والتي تبدأ من إعادة إعمار ما خربه الإرهاب طوال السنوات العشر الماضية , وخاصة على صعيد الإنتاج في القطاعات المختلفة الصناعية والزراعية والخدمات والتعليم , وأهمها إعادة بناء الحالة النفسية للمواطن التي تعرضت للتشويش والتخريب الممنهج خلال الحرب على سورية وإدخال مفاهيم غريبة عن مجتمعنا ..
وبالتالي فإن الاستحقاق الرئاسي والمشاركة فيه لاختيار الرئيس لها معان كثيرة , ومؤشرات بحجم وطن , لكنها تحمل مغزى واحداً لا يختلف عليه اثنان, يحمل في طياته الاختيار الأمثل للرئيس الذي يقود بلدنا نحو الأفضل , والذي تُجمع عليها كافة شرائح المجتمع , وتلتف حولها ليكون الخيار الصحيح في الزمن الصعب والذي يترجمها إلى أفعال في إعادة بناء الصناعة الوطنية وتطوير منتجها , وإعادة ترتيب هوية المنتج الزراعي بما يحمله من صور للأمن الغذائي , وإعداد الجيل القادم بمفاهيم العلم الحديث , وتثقيفه بكل صور المعرفة التي تبني مجتمعاً متقدماً بجوانبه المختلفة ..
لهذا كله وأكثر فإن الاستحقاق الرئاسي خيارنا نحو الأفضل برسائله المختلفة والمتنوعة والتي تحمل طابع الوطنية الخالصة في الاختيار..
Issa.samy68@gmail.com