العرس الوطني
تسابق السوريون إلى سفارات بلادهم للتعبير عن انتمائهم الوطني وحرصهم على المشاركة في الاستحقاق الدستوري، لتأكيد هويتهم الوطنية وارتباطهم بالوطن الأم دفاعاً عن كرامته وعزته، فالاستحقاق بالنسبة لهم نصر آخر، يضاف إلى سجل الانتصارات للأبطال الميامين في ساحات الوغى دفاعاً عن تراب وطننا الغالي.
واليوم المشاركة الشعبية للمواطنين السوريين في بلاد الاغتراب، التي سمحت بإجراء الانتخابات على أراضيها كانت على موعد لتأكيد الانتصار على قوى الإرهاب والتضليل الإعلامي، التي ما انفكت تبذل كل جهد محاولة تقويض أي عمل يسهم في عودة الحياة الطبيعية للوطن.
لقد أدرك السوريون أن مشاركتهم في الاستحقاق الدستوري، وانتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية، هي معركة جديدة بدأت صور نجاحها وتألقها من خلال تمديد ساعات الانتخاب لساعات طويلة، بعكس ما كان مقرراً قبل بدء الانتخابات خارج حدود الوطن، نتيجة الإقبال الكبير على السفارات السورية من قبل كل من يتيح له القانون إبداء صوته، وممارسة حقه الانتخابي الذي كفله الدستور، ويرون فيه واجباً وطنياً وأخلاقياً في معركة الدفاع عن الوطن تجاه مختلف القوى التي حاولت عرقلة مسيرة الانتخابات من خلال عدم السماح بإقامتها في بلدانها، وهي المتشدقة بالديمقراطية والبريئة من ذلك، فكيف لها أن تمنع شعباً يريد التعبير عن محبته للوطن ومشاركته في العرس الانتخابي، ظناً منها أن بأفعالها تلك تردع السوريين، لكن أبناء الوطن الغالي عبّروا بصراحة رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها، والاعتداءات عليهم في بعض الدول أن خيارهم الوطن، وارتباطهم فيه يزداد أكثر يوماً بعد آخر، متناسية تلك الدول أن سورية أقدم الحضارات في التاريخ ماضية في خيارها الوطني الذي لا يمكن لأحد أن يملي عليها شيئاً، مهما اشتدت الضغوط ومهما كانت، لأن الوطن عزيز وكرامة السوريين فوق أي اعتبار، فبوركت جهودكم يا أبناء الوطن الأوفياء الذين كنتم على العهد في محبتكم وفي ولائكم للوطن وترابه الغالي.