ما بعد الانتخابات
أصبحت عبارة ما بعد الانتخابات الرئاسية 2021 ليس كما قبلها لسان حال كل سوري داخل البلاد وفي دول المغترب لدرجة أن الكثير من الأشقاء والأصدقاء من الشعوب العربية والأجنبية صاروا يرددون العبارة ذاتها عن ظهر قلب.
فمن أين ينبع كل هذا التفاؤل لدى السوريين بمستقبلهم القريب أو البعيد ..؟
الواقع يشير إلى أن ما أنجزه الشعب والجيش العربي السوري خلال عشر سنوات من الحرب على الإرهاب جعل الكثير من مراكز الأبحاث الاستراتيجية وخبراء السياسة والاقتصاد وقادة جيوش وحكومات دول تقرّ بأهمية الإنجازات السورية ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى العالمي معتبرين أن حرب سورية على الإرهاب كانت دفاعاً عن شعوب العالم جميعها مثلما كانت دفاعاً عن الشعب السوري.
بالتأكيد إن هذه العزيمة السورية التي حققت تلك الإنجازات لم تأتِ من فراغ بل لها تاريخ طويل يشهد على عظمة الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وكسر شوكة المحتلين وطرد المستعمرين من أرض بلاده، وكانت لديه العزيمة نفسها في العودة بعد التحرير إلى إعادة بناء ما دمره وخربه هؤلاء الغزاة، وإلى استكمال عمله المعتاد في الزراعة والصناعة والتجارة حتى وصلت المنتجات المحلية تحت عنوان «صنع في سورية» إلى عشرات الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا وحتى أمريكا، وربما كان الانتشار أوسع والحضور أفضل فيما لو تُرك السوريون بحالهم ولم تتدخل في شؤونهم دولٌ رأت في الإرهاب مصلحتها طوال السنوات العشر الماضية لإيقاف هذا الازدهار السوري.
نعم .. التاريخ والجغرافيا والسماء يشهدون أن عزيمة السوريين لا تلين ولا تفتر بل تزداد صلابة وقوة على مرّ العصور والأزمنة, وها هي اليوم تتجلى بأبهى أفعالها وأقوالها عبر توافد ملايين السوريين إلى صناديق الانتخابات وكلهم تفاؤل وأمل بأن تعود بلادهم أكثر ازدهاراً واستثماراً وإنتاجاً من الذي شهدوه قبل عشر سنوات.
من هنا ينبع تفاؤل السوري بمستقبله وهناك تصب نتائج أعماله ومنجزاته ولا أعتقد أن أحداً يمشي على سطح الأرض مازال في داخله شك بقدرات وإمكانات الشعب والجيش السوري على تحقيق المستحيل بعد كل ما حققوه من معجزات ضد الإرهاب وداعميه.