الزراعة ملعبنا..!!
بالتأكيد الحلول للواقع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه في الوقت الراهن لن تأتي وحدها على طبق جاهز، كما لا يمكن لأي شخص مهما كانت قدراته الإبداعية أن يجد حلولاً سحرية للنهوض بهذا الواقع ، فالأمر يحتاج عملاً جدياً ، وتكاتف وتعاون الجميع , فلا سبيل للنهوض بالواقع الاقتصادي ومواجهة كل التحديات إلا بالعمل المرتبط بإنتاج المزيد من السلع التي تحقق متطلبات الناس إن كانت سلعاً زراعية أم صناعية، وفي ظل ظروف الحصار والعقوبات التي تعانيها سورية وصعوبة الحصول على الكثير من المواد الأولية اللازمة للنهوض بالقطاع الصناعي فإن الزراعة تبقى ملاذنا والحل الأفضل لنا للخروج من عنق الزجاجة التي وضعتنا به جملة من التعقيدات والظروف الداخلية والخارجية والدولية، وهي ملعبنا الذي نستطيع فيه المنافسة واللعب به بحرية، من حيث وجود المناخ والطقس المعتدل والشمس المشرقة دوماً، فسورية هي بلاد الشمس، وكذلك الخبرات المتراكمة لمزارعينا تجعلنا ننتج سلعاً مميزة بمذاقها وطعمها وشكلها ونستطيع أن نضاهي بها الكثير من المنتجات الأخرى، وتالياً إذا وضعنا الزراعة في أولوية الاهتمامات، يمكن أن تصبح قاطرة للنمو لكل القطاعات الأخرى، وفي حال تحقيق الاكتفاء الذاتي نتمتع بمزيد من القوة والحرية، كما أن إنتاج فائض من المواد الزراعية يمكننا من التحول إلى الصناعات التحويلية الزراعية وخاصة أن المنتجات السورية مطلوبة ويتهافت الكثيرون على شرائها، ويشهد بذلك القاصي والداني، فالكرة في ملعب الجهات المعنية في توجيه الاهتمام والدعم الحقيقي للقطاع الزراعي، ولا نقصد بالدعم تقديم الأموال بل بتوفير المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج من أسمدة ومازوت وغيرها من المستلزمات بالنوعية والجودة والأسعار المقبولة .