مفارقة عجيبة
تربع وبقوة فريق نادي جبلة الرياضي عرش البطولة لكأس الجمهورية بكرة القدم، وفعلاً فرحة النصر والفوز لا تقدّر بثمن، فلقد كان الاحتفال بهذا الإنجاز جميلاً ومعبّراً عن حب الناس للفرح والتميز والإبداع، حيث شهدت ساحات وشوارع مدينة جبلة حشوداً جماهيرية كثيفة على مدى عدة أيام، وهذا جانب إيجابي يحمل إعجاب وتقدير الناس للجهود والإنجاز واللعب الجميل والممتع الذي قدمه الفريق، لكن الجانب السلبي بالموضوع هو خطورة تواجد هذا العدد الكبير من الناس، في ظل انتشار الكورونا والذي يسجل أرقاماً مرتفعة في الآونة الأخيرة، بعيداً عن كل الاحتياطات وشروط الأمان الصحي, ولقد ترافق الاحتفال بإطلاق المفرقعات وبعض الأعيرة النارية، وهنا تكمن الخطورة الأكبر.
وللأسف فإن الكثيرين يرون أن أفضل طريقة للتعبير عن الفرح والسعادة هي بإطلاق الرصاص والمفرقعات النارية، وكذلك آخرون لا يرون سبيلاً للتعبير عن حزنهم العميق لفقدان شخص ما إلا بالرصاص، فما هذه المفارقة العجيبة، الطريقة نفسها في التعبير عن حالات الحزن والفرح.
ولعلكم سمعتم عن الكثير من الكوارث والحوادث المؤلمة في حالات الفرح والحزن، فقد حصد الرصاص العشوائي الكثير من الأرواح، وسبّب العديد من حالات الشلل والعجز للبعض نتيجة وقوع الرصاص في أماكن خطيرة، كما أن إطلاق المفرقعات النارية من بعض الجهلة أدى إلى تشوهات كثيرة وخاصة لدى الأطفال، مع العلم أن تداول تلك المفرقعات ممنوع ويعاقب عليه القانون لكن وللأسف نراها في متناول الجميع, وتصرف عليها أموال طائلة تذهب من دون أي فائدة كان من الممكن أن توظف بأشياء مفيدة، والفائدة الوحيدة هي فقط للشركات التي تصنعها, والذين يدخلونها ويهربونها إلى داخل البلد.
وتبقى تحذيرات ووعود الجهات المعنية في وزارة الداخلية بملاحقة وتطبيق أقصى العقوبات بحق المخالفين, والذين يطلقون النار عشوائياً مجرد فقاعات في الهواء لا تخرج من إطار الإعلانات، فمن المؤسف حقاً أن يخسر البعض حياتهم أو يتعرضون للتشوه أو الشلل فقط لأن بعض الأشخاص يتلذذون بإطلاق الرصاص وسماع صوته، هذا الرصاص الذي يجب أن يكون موقعه فقط في أرض المعارك.