بدأ كيان الاحتلال الإسرائيلي مناورات عسكرية هي الأكبر لأول مرة في تاريخ هذا الكيان ولمدة شهر، تأتي وسط أزمة داخلية خانقة تمر بها “إسرائيل” منذ أكثر من سنتين تتمثل في عدم إمكانية تشكيل حكومة وفشل نتنياهو أربع مرات متتالية في تشكيلها رغم إجراء انتخابات مبكرة لم تستطع التغلب على الصراعات الحزبية القاتلة داخل الكيان الصهيوني المأزوم.
المناورات الإسرائيلية ليست بسبب التأزم المزمن داخلياً ورغبة نتنياهو في الهروب إلى الأمام وإنما هناك سبب آخر جلبته رغبة إدارة بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني والتقدم الملحوظ في جولات المفاوضات الجارية في فيينا وتسجيل طهران نجاح فيها في الوقت الذي فشل نتنياهو في عرقلة المفاوضات وتعطيلها بكل الطرق وصم واشنطن أذنيها عن تحريضات المسؤولين الإسرائيليين وحتى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد عاد الوفد الإسرائيلي عالي المستوى من زيارة جس النبض إلى واشنطن خالي الوفاض ولم يحصل على تعهدات ملموسة وحمل قناعة على مضي إدارة بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران من دون تعديل، ما ولد صدمة عميقة في تل أبيب فكان الإسراع في إجراء أكبر مناورات وأطولها في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي علها تخلط الأوراق وخاصة شمال فلسطين المحتلة وربما تتجاوز الخطوط الحمراء وتشعل حرباً، وهذا ما حذر منه السيد حسن نصر الله واستدعى استنفار كامل للمقاومة في لبنان.
وإذا كانت صفعة الاتفاق النووي الإيراني على وجه نتنياهو محسوبة ومتوقعة إلا أن الصفعة التي ضربت حكومة نتنياهو كانت من خلال هبة القدس التي لم تكن بالحسبان حيث تحولت ساحات الأقصى إلى ميادين حرب ومواجهات دامية مفتوحة خرجت عن نطاق سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وامتدت إلى مدن وقرى فلسطينية في انتفاضة عارمة في وجه الوحشية الإسرائيلية قام بها جيل من الشباب الفلسطيني ما يؤكد أن المقاومة تسري في دماء الشعب الفلسطيني من دون توقف.
لن تخيف مناورات العدو الإسرائيلي مهما اتسعت, محور المقاومة فقد تجاوزت قوة المقاومين عربدات المحتل الإسرائيلي منذ زمن وإذا ما أخطأ نتنياهو الحسابات وارتكب حماقة العدوان فسيلقى الرد الذي يناسبه .