ترفع لهم القبعة

إنهم بحق جنود مجهولون، رجال صناديد نذروا حياتهم لإنقاذ أرواح الآخرين، وحماية الممتلكات الخاصة والعامة.. لرجال الإطفاء أينما كانوا نقول: لكم كل التحيات لما تبذلونه من جهدٍ وتفانٍ عند وقوع النوائب لسلامة بني البشر، كنشوب الحرائق والحوادث، أبعدها الله عنا جميعاً، بصمات تدخلاتهم تسجل لهم، وأحياناً يتعرضون للأذى، وربما خسارة أرواحهم سعياً لتحقيق سلامة الآخرين ..
لرجال الإطفاء أكثر من واقعة اتسمت بتأدية مسؤولياتهم الجسام بكل إخلاص وتضحية وحسّ بالواجب الملقى على عاتقهم، كانوا رجالاً بكل معنى الكلمة، والمحطات شواهد تتكرر يوماً بعد آخر، فلا يكاد يمضي أسبوع إلا وتكون لهم بصمة جديدة ، تشعر من يرى ويسمع أنهم مؤمنون برسالتهم بدقة متناهية، وهي مدعاة فخر في إنجاز أعمالهم على أكمل وجه ..
وهنا الأماني باقتداء كل موظفي المؤسسات وبعض الإدارات وخاصة الخدماتية منها بهم وأن يكون أداؤهم للمهام الموكلة إليهم بصورة جميلة وسريعة.
كم هو مزعج ذاك الموظف المعرقل للأعمال والمتكل وغير المبالي، و طابور من البشر أمامه ينتظرون إنجاز أعمالهم وتلبيتها بكل سرعة بعد انتظار ساعات طوال، والموظف الذي يتربع على كرسي في أحد فروع المصارف العامة بدمشق يحكي على هاتفه مكالمة امتدت قرابة العشر دقائق …!
هذه ليست واقعة فريدة في مؤسساتنا، فهناك أمثلة غيرها، ولكن ما أحببت الإشارة إليه أن حسن تنفيذ المسؤوليات لطالبيها إجراء إداري مهم ، ويجب أن يعي أهمية ذلك كل الموظفين الذين يؤدون إنجاز معاملات وخدمات المواطنين، فرغم كل ماقيل عن الأتمتة وسرعتها ومارافقها من مستجدات إلا أن ثمة ما يعكر صفو البعض ..!
على التوازي كما قلنا؛ هناك جهود جبارة يشار إليها بالبنان، يجب أن تكون دروساً يستفاد من بعض جوانبها.. فالجهود المخلصة تضيء مسارات تعزيز الثقة مابين المواطن وحكومته، وما نحن أحوج إليه في هذه المرحلة هو ما رأيته منذ أيام.. في أحد فروع المصرف العقاري فالمدير يتابع كل صغيرة وكبيرة في صالة الفرع لإنجاز كل طلبات الزبائن، يوقع وينظم ويحل مايصادف بعض موظفيه من إشكالات، هكذا هي الإدارة المتابعة ،لا القابعة في مكتبها تحت نسمات التكييف وغيرها …!
مشكورة كل الجهود التي تعمل بإخلاص وجدّ وحبِّ الوطن ، مشكورة كل التضحيات والتدخلات مهما كانت صغيرة في إنجاز الأمور وحلّها وتصويب الاعوجاج .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار