في حضرة الشهيد
“الولد غال لكن الوطن أغلى ورامي لم يمت فذكراه باقية وخالدة”، عبارة قالتها والدة الشهيد الملازم شرف رامي زين الدين الذي استشهد في جوبر أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن .. وقالتها أيضاً مئات أمهات الشهداء بعد استقبال جثامين أبنائهن الشهداء بالزغاريد والورود وحبات الأرز ..
في عيد الشهيد، عيد الوفاء والتضحية والبطولة والشجاعة .. نستذكر معاً أبناء سورية الذين ارتقوا دفاعاً عن الحق، ونصرة للمظلوم، ودحضاً للباطل، وأصبحوا سيرة عطرة تلهج بها ألسنتنا ويؤرخها التاريخ على مر العصور، كيف لا وهم من أضاؤوا لنا دروبنا وضحوا بأنفسهم لتحيا بهم أجيال اليوم والغد، وبذلوا أرواحهم فداء للوطن، وخضبت دماؤهم الزكية الطاهرة ساحات القتال وميادين الفداء والإباء وتراب الأجداد والأحفاد.
هذا اليوم العظيم ليس خاصاً بالشهداء وأسرهم وحدهم بل لجميع أبناء الوطن، فهؤلاء الشهداء هم أبناء سورية الذين ضحوا من أجلها ليبقى العلم العربي السوري مرفوعاً وعالياً وخفاقاً في جميع ساحات الوطن وعلى جباله الشامخة، وما الالتفاف الوطني الكبير حول عائلات الشهداء إلا اعتراف مجتمعي بهذا الجميل والتضحيات التي جاد بها أبناؤهم وحرصاً من الدولة بجميع مؤسساتها الرسمية ومنظماتها الأهلية والإنسانية على احتضان ذوي الشهداء وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم على الدوام.
ولا ننسى في يوم الشهيد أن ننحني أمام هامات أبطالنا البواسل، رجال الجيش العربي السوري، رموز الشرف والتضحية والإباء، معاني الفخار والعزة، الذين سجلوا في كل خطوة تقدموا بها نحو تطهير مبنى أو قرية أو مدينة من رجس التنظيمات الإرهابية، صفحة ناصعة في رفعة الوطن وأمنه ووحدته وسيادته.
ومع حلول عيد الشهيد تحية نور وسلام وفخر واعتزاز من قلب كل سوري وسورية في هذه الذكرى العطرة إلى أرواح أبطال الجيش العربي السوري البواسل من شهداء الواجب الخالدين الأحياء هم عند ربهم يرزقون كما وعدهم وبشرّهم رب العالمين في كتابه العزيز، وتحية عرفان وتقدير بحجم السماء لأسر وعائلات الشهداء الأخيار الذين عاهدوا الله والوطن على استكمال طريق الولاء والمسؤولية الوطنية بأن يسير أبناؤهم على نهج آبائهم وذويهم ممن ارتقوا إلى السماء لمواصلة طريق البطولات والتضحية والفداء بكل شرف واستبسال حفاظاً على أمن الوطن ودفاعاً عن حضارته ووجوده وحماية أبنائه من أعداء سورية.