لعلّ الذكرى تنفع
جاء فصل الصيف وبدأ معه منذ أيام موسم الإصلاح والترميم على أوتوستراد اللاذقية – طرطوس، حيث يتكرر المشهد سنوياً، إذ تقوم الآليات بكشط الإسفلت في بعض المقاطع وإعادة تزفيتها من جديد, وهذا شيء جيد لإعادة الألق وتحسين واقع الطريق والتخلص من أماكن الخلل في الطبقة الإسفلتية العليا، وإظهاره بالشكل الأفضل.
لكن هناك بعض المناطق التي تتم إعادة ترميمها وإصلاحها، وعلى الأرجح تبدو وكأنها ليست بحاجة ماسة لذلك، فمن وجهة النظر الواقعية يعدّ الكثيرون أنّ هذا العمل في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلد هو نوع من الهدر وضياع القدرات والإمكانات في المكان غير المناسب، فالعديد من المقاطع التي يتم كشط الطبقة الإسفلتية العليا فيها ليست بحاجة ماسة لإعادة ترميمها وتزفيتها، وبالإمكان تأجيلها، وخاصة أن الكثير من مؤسسات الدولة تشكو ضعف الإمكانات، وتالياً يمكن توفير تلك الكميات الكبيرة من الإسفلت لتوظيفها في مناطق هي في أمس الحاجة لها في الكثير من مناطق ريف اللاذقية, وكذلك بعض الشوارع داخل مدن المحافظة.
كتبنا عن هذا الموضوع عدة مرات مع بداية كل موسم لتزفيت الأوتوستراد، لكن للأسف، لا حياة لمن تنادي، واليوم نعود للتذكير بالموضوع نفسه لعلّ الذكرى تنفع، فشبكة الطرقات الريفية في اللاذقية بحاجة أكثر لإعادة التزفيت أو على الأقل الترميم والإصلاح بشكل فني وجيد.
قد يرد علينا البعض ويقول: إن هذه الاعتمادات مرصودة لمؤسسة المواصلات الطرقية, ولا يمكن صرفها باتجاه آخر، لذلك من المنطقي أن تكون هناك حلقة من المرونة بين مؤسسات الدولة بحيث تسمح بتوجيه تلك الكميات من الإسفلت إلى الأماكن الضرورية, والتي هي بأمس الحاجة، وألا يتم صرف تلك الكميات في غير مكانها المناسب فقط لمجرد تحقيق نسب من الإنجاز.
وإذا كان فعلاً من الصعب العمل على تنفيذ الحل السابق، فهناك حلّ آخر لتحسين واقع الكثير من الطرقات، وهو الاستفادة من الكميات الكبيرة من الإسفلت المجروش والتي تخرج من عملية الكشط, ولا نعلم إلى أين تذهب بإعادة معالجتها بطريقة فنية وإعادة استخدامها لترميم الكثير من الطرقات التي هي في أمس الحاجة للترميم والإصلاح أو إعادة التزفيت.