جزئية المعالجة ..!

معاناة القطاع العام الصناعي مازالت مستمرة , دون إحداث أي تغيير في طبيعة هذه المعاناة , أو حتى إيجاد حلول جذرية لها , رغم وجود الدراسات التي تشخص الواقع وترسم ملامحه بصورة دقيقة , والقرارات التي تبحث في عمق المعاناة والتي توضح ذلك دون أي تغيير يرقى إلى المستوى المطلوب , بسبب مجموعة مشكلات مازالت تشكل القوة المعيقة لأي تبديل أو تغيير منها قيود قانونية وأخرى تنظيمية وإدارية تحرمه المرونة اللازمة في تأمين المستلزمات الإنتاجية , وسرعة تصريف المنتجات , وتحرمه أسباب القوة والمنافسة, وفقدان مقومات الربح وغير ذلك كثير من الضعف ….!
هذا الواقع يفرض الكثير من الأسئلة حول جدية الإصلاح , وتطبيق آليات جديدة من شأنها الخروج من عمق المعاناة تقودها رغبة حكومية في ولادة قطاع عام يتماشى مع الظروف , ويتأقلم مع كل المتغيرات , وهذا لن يتم إلا بوجود إدارات تتحمل المسؤوليات في اتخاذ القرارات وفرض ترجمتها على أرض الواقع بصورة تسمح بإحداث التغيير الإيجابي الذي يطول كل المكونات المرتبطة بالعملية الإنتاجية والتسويقية والتي هي العمود الفقري للقطاع العام الصناعي وغيره ..
وبالتالي حتى نصل لهذا لا بد من إجراء تقييم واضح, وتشخيص دقيق للواقع , ينطلق من الواقع الفعلي للشركات , وخاصة في ظل ظروف الدمار الذي تعرضت له معظم الشركات على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة على مدار السنوات العشر الماضية ..
وهذا التشخيص يحمل مجموعة معطيات تتعلق بجرد واقعي لأوضاع الشركات يشمل المباني وخطوط الإنتاج , والمرافق والمستلزمات والمخازين , وقوة العمل والحالة المالية , ورأس المال والمديونيات وغيرها , إلى جانب إعداد دراسة جدوى اقتصادية تحدد الأسس والمعايير العلمية و نقاط القوة والضعف, وأسباب المشكلات , والتحديات الحالية والمستقبلية , والمحور الأهم الذي يحتاج لإجابة واضحة حول أهمية الاستثمار في الصناعة وتحقيق جدواه الاقتصادية من عملية ضخ رؤوس أموال ضخمة لإحداث التغيير المطلوب في الجسم الصناعي ليس على مستوى الحكومي بل الخاص أيضاً لأن القطاعين مرتبطان بهدف واحد, وتكاملية تصنيعية هدفها تأمين حاجة السوق المحلية مع فارق مهم بالأسلوب والهدف ..!!
لكن كل ذلك يبقى ضمن إطار التنظير , وعمليات التجميل التي تتم بين الحين والآخر لبعض مواقع الإنتاج ونجاحها ضمن مستويات محدودة, لأن المعالجة تحكمها جزئية التطبيق , وما نحتاجه اليوم إلى معالجة كلية وفق رؤية يحكمها تشخيص فعلي , قوامه إرادة التطبيق والغاية والهدف..!؟

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
"الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع! ضريبة التأخير.. غياب المجبول الإسفلتي يعرقل ويوقف تنفيذ «طريق حرير» مصياف -حمص