تشرين والفتوة .. حكاية نجوم
تشرين بنجمته الرابعة سعيد والفتوة فرحته ببقائه بين الأقوياء في دوري الأضواء كبيرة جداً، وبالمقابل الحرية والساحل لم يكونا في سعديهما فهبطا إلى الدرجة الأدنى وغادرا دوري كرة المحترفين بحزن عميق، وبهذه النتائج حسم الصراع على الدوري في أسبوعه الخامس والعشرين وقبل المرحلة الأخيرة من نهايته، ولعل القاسم المشترك بين فريقي تشرين المتصدر والفتوة الذي تمكن من البقاء بين الأقوياء لموسم كروي آخر ونجح من الهروب في اللحظات الأخيرة من الهبوط، ويتقاسم هذا العامل المشترك أيضاً إدارة الناديين هو العمل القادم ومن الآن على إعداد الفريقين بالشكل المطلوب وخاصة أن جمهوري الفريقين العريقين وقفا مع فريقيهما طوال فترة الدوري بمرحلتيه الذهاب والإياب، وهذا ما يجب أن تعمل عليه إدارتا الناديين، وخاصة بالنسبة لتشرين البطل الذي لديه فرصة للتتويج بلقب آسيوي قادم من خلال بطولة الاتحاد الآسيوي التي يستعد لها حالياً ويكون بذلك حقق هذا العام ثنائية الحلم بلقبين محلي وقاري.
وللحقيقة فقط فإن نادي تشرين أثبت أنه من أهم الفرق المحلية بأدائه المميز ومستواه الرفيع اللذين حافظ عليهما من البداية وحتى النهاية لذلك استحق لقب بطل الدوري للمرة الثانية على التوالي وللمرة الرابعة في تاريخ الدوري؛ فكان مع كل مباراة يلعبها خلال مراحل الدوري نكهتها الخاصة أسعد من خلالها جمهوره الذي بادله الوفاء بالوفاء في ملحمة لا نراها إلا بين الأندية الكبيرة، لذلك عندما نبارك لتشرين بنجمته الرابعة بطلاً للدوري فإننا نبارك للكرة السورية ولأنديتها التي استطاعت أن تجد نادياً رغم كل الصعاب التي تواجه كرتنا محلياً وخارجياً يستحق كل التقدير والاحترام لما قدمه من مستوى طيب ومتزن خلال العامين الماضيين قد يجعله في مقدمة الأندية الآسيوية التي يحسب لها حساباً في البطولات الآسيوية القادمة .
وبالمقابل فإن نادي الفتوة المجتهد الذي مر بصعوبات كثيرة وانكسارات وخسائر وتبديل في مدربيه وعدم استقرار في إدارته تمكن في النهاية أن يبقى في دوري المحترفين وهذا أيضاً يسجل لمدربة القدير شيخ المدربين السوريين أنور عبد القادر الذي تمكن من لملمة جراح الفريق وتحويل خسائره إلى انتصارات توجته بالنهاية بالبقاء بين الأقوياء، وهذا ما يحمل إدارته مسؤوليات كبيرة قادمة حتى نشاهد هذا الفريق العريق والمتخم بالنجوم الحاليين والماضين أفضل حالاً وأن يكون من المنافسين في الموسم الكروي القادم على القمة وليس من أجل الهروب من الهبوط مع فرق المؤخرة.