حصول اليافعين السوريين على المركز الأول في الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من الدلالات والعبر التي يجب أن يعتز بها السوريون وأن يعيدوا قراءتها واستنتاج جميع دلالاتها.
أمريكا والغرب ومراكز أبحاثهم لن تمل من البحث والتمحيص في حدث كهذا قد يعتبره البعض عادياً لكنه ليس كذلك بالنسبة لهم أن يتفوق هؤلاء اليافعون في مسابقة تشرف عليها بريطانيا وتشارك فيها معظم الدول المتقدمة في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وفي ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة للغاية عاشها ويعيشها الشعب السوري منذ بداية الحرب الإرهابية، وحتى تاريخه.
لقد كان من أهداف الحرب الإرهابية التي شنت على سورية تخريب العقول وتدمير مقومات التنمية وتدمير المنظومة القيمية والتربوية وحتى تدمير المدارس والمؤسسات التعليمية والتشكيك بالمناهج الدراسية وإحلال الساطور “الداعشي” والتفخيخ الوهابي محلها.
أمريكا والغرب عموماً يعلمون جيداً أن العقل السوري الذي أمنت له الدولة الظروف المناسبة للإبداع والتعليم المجاني وفي مختلف مراحل الدراسة وأمنت الخدمات المدعومة للجميع ولاسيما بعد الحركة التصحيحية وكان مورد الدولة الأهم آنذاك إنتاج 350 ألف برميل نفط يومياً وكنا نتفوق في الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين على السعودية التي تصدر أكثر من عشرة ملايين برميل نفط يومياً ومن خلال بناء الإنسان استطعنا أن نصل إلى إنتاج فائض كبير في السلة الغذائية بما في ذلك القمح الذي كانت مخازينه تكفي لأربع سنوات (إن عانينا من الجفاف) وتحولت حلب إلى أهم مدينة صناعية في الشرق الأوسط ووصلت صادراتنا الغذائية والدوائية والنسيجية إلى الدول الأوروبية.
اعتزازنا بتفوق الإنسان السوري هو تأكيد لحقيقة أثبتها يافعونا أكثر من مرة في المسابقات الدولية وأثبت خريجو جامعاتنا في كل الدول التي ذهبوا إليها للعمل أو للتخصص ويثبتها طلابنا في امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية حيث تحصل أعداد كبيرة من المتقدمين على العلامة التامة رغم انقطاع الكهرباء ورغم الحوادث الأمنية والقلق الذي كان يسببه الإرهابيون في استهداف المراكز الامتحانية.
لقد استطاع العدوان الدولي المتحالف مع الإرهاب أن يدمر الكثير من البنى التحتية لكنه لم يستطع تدمير العقل السوري المتوقد والقادر على التفوق في أحلك الظروف والقادر على إعادة الإعمار رغم العقوبات لأن الاستثمار في العقول هو الذي تفوق على منظومة العدوان العسكرية وهاهو يتفوق في مجال العلم.