خطوة متأخرة .. لكنها إيجابية!

شهدت بلدة عين شقاق في ريف اللاذقية منذ أيام انطلاق أول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الشمس، الطاقة النظيفة والمتجددة، ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً، لكنها خطوة إيجابية،«أن تصل متأخراً خير من ألّا تصل أبداً»، وتعد هذه الخطوة مثالاً إيجابياً للتعاون المثمر بين القطاعين الخاص و العام، كما أنها تسهم في نشر ثقافة إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر نظيفة.
ويساهم المشروع برفد الشبكة العامة بـ 100 كيلو واط ساعي، ما يساعد في تخفيف الضغط على الشبكة وتحسين الوارد الكهربائي المنزلي.
وتأتي أهمية المشروع في ظل الحاجة المتزايدة للبحث عن مصادر بديلة وجديدة للطاقة وخاصة الطاقة النظيفة والمتجددة، كالشمس والرياح وأمواج البحر وغيرها، بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري المكلف والملوث للبيئة، أضف إلى ذلك الصعوبات الكبيرة في تأمين المشتقات النفطية في ظل ظروف الحصار الظالم على سورية، ويمكن لهذه الخطوة أن تفتح الطريق لآفاق واعدة لاستثمارات جديدة في هذا المجال، و تساهم في سد الحاجة المتزايدة للطاقة في كل مجالات الحياة، فالانقطاع الحاد للتيار الكهربائي والتقنين الجائر نتيجة صعوبة تأمين الوقود اللازم أديا إلى تراجع كبير في عملية الإنتاج في كل القطاعات، إضافة إلى زيادة التكاليف والمصاريف والأعباء في تأمين طاقة بديلة فردية لكل منزل ولكل محل من مولدات وبطاريات وليدات وغيرها.
والسؤال المحير والذي نأمل أن نلقى إجابة عنه: لماذا هذا التأخير في اتخاذ القرار بالاعتماد على المصادر البديلة للطاقة، ومن له المصلحة في وضع العصي بالدواليب لانطلاق وانتشار مثل هذه المشاريع على نطاق واسع وسريع، خاصة أن لدينا كل الظروف الموضوعية لنجاح تلك المشاريع, فسورية بلد الشمس تشرق فيها طوال العام تقريباً، وكذلك مصادر الرياح متوافرة إضافة لأمواج البحر.
والغريب أن هناك الكثير من براءات الاختراع لتوليد الطاقة الكهربائية البديلة وبتكاليف بسيطة مقارنة مع التكاليف العالية للوقود، لكنها وللأسف لم تلقَ آذاناً مصغية لدى الجهات المعنية، رغم أن مبدعيها حصلوا على تلك البراءات من جهات موثوقة في سورية.
نأمل أن يكون هذا المشروع البداية لوضع العربة على السكة الصحيحة للدعم الحقيقي لانتشار مشاريع توليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة، وألّا يبقى هذا الدعم مجرد حبر على ورق، فالوقت لا يرحم وكحد السيف، خاصة أننا في أمس الحاجة لمصادر متعددة للكهرباء لدعم قاطرة النمو الاقتصادي والاستثمار وإعادة الإعمار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار