شح المستلزمات الطبية!

في ظل الارتفاع الخيالي لتكاليف العلاج في القطاع الخاص ضمن الظروف الراهنة .. أصبحت أفضل دعوة من الإنسان لنفسه أو لذويه: اللهم جنبنا وجنب أهلنا الأسقام وخاصة منها تلك التي تحتاج إلى عمليات جراحية أو عناية مركزة لا قدرة لمعظم الناس على احتمال تكاليفها المرعبة التي تعد بالملايين.
إن ما جعل العلاج مشكلة كأداء في وقتنا الحالي هو بالدرجة الأولى أن مشافي محافظة درعا العامة باتت تفتقر للكادر الطبي التخصصي في الكثير من المجالات بسبب التسرب الذي حصل وبأعداد كبيرة خلال السنوات الفائتة، وما زاد الطين بلة مؤخراً هو نقص مستلزمات إجراء العمليات الجراحية وما يتلوها من بعض أدوية ومستلزمات استكمال العلاج حتى تخريج المريض.
وعلى سبيل المثال تدخل امرأة حامل المشفى من أجل الولادة بعملية قيصرية فيطلب قسم الاستقبال في بعض الأحيان من مرافقيها شراء مستلزمات من خارج المشفى تتضمن كفوفاً وخيوطاً وغيرها من احتياجات العمل الجراحي بعشرات الآلاف من الليرات، والأمر يتشابه عند إجراء العمليات الأخرى، وقد يكون بشكل أقل أو أكثر حسب نقص المواد لدى إدخال المريض إلى غرف العناية أو إلى أقسام غسيل الكلية.
ولا بدّ هنا من التنويه إلى أن إيقاف العمليات الباردة بسبب تفشي وباء كورونا أرخى أيضاً بظلاله الثقيلة على المرضى من ذوي الدخل المحدود الذين يحتاجون لمثل تلك العمليات، وجعلهم يضطرون لتسول أجور إجرائها في مشافي القطاع الخاص من أقاربهم المقتدرين أو من أهل الخير بشكل يعرضهم لحرج كبير.
إن حالة نقص المستلزمات لم تظهر في المشافي والمراكز الصحية والعيادات الشاملة إلا بعد اعتماد التوريد المركزي وإجراءاته الماراثونية، إضافةً إلى تبدلات سعر الصرف وبطء سير المناقصات الخاصة بذلك وتعثرها في كثير من الأحيان، والأمل أن يتم إيجاد الآليات الكفيلة بعدم تكرار انقطاع المستلزمات الطبية الضرورية ولا بأس بأن يعاد النظر بالتوريد المركزي وتكليف مديريات الصحة والهيئات العامة للمشافي بالأمر اختصاراً للإجراءات ووفق ضوابط ومعايير تمنع أي تجاوزات.. وذلك لضمان تقديم الخدمة العلاجية للمرضى من دون تحميلهم أي أعباء إضافية هم في غنى عنها ضمن الظروف المعيشية التي نمر بها .. فهل من مستجيب؟ نأمل ذلك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار