عثرات
1
ما لا ينتبه له هذا الكاتب أو ذاك، من أخطاء يرتكبها وهم يرسمون حركة وأفعال شخصياتهم، وفق الشريحة الاجتماعية التي ينتمون إليها، يفترض أن ينتبه له المخرج ويصححه، لكن مع الأسف ما يرتكبه الكتّاب لا يصححه المخرجون. وهذا قد يعني استهتارهم بالمشاهدين، فالشخصية التي لا تجد أول الشهر في محفظة نقودها، المبلغ المستحق كبدل أجرة البيت أو الغرفة التي تسكن فيها رغم اشتغالها محامياً في مكتب أستاذة، هي من المؤكد من عائلة فقيرة، وهذه حال شخصية المحامي “رامي/ علي سكر” في مسلسل “ضيوف على الحب”. إذاً فمن أين لها أن تعرف قيادة السيارات، فهل تعلمت ذلك بأحلام يقظتها؟!
2
الأزياء التي يلبسها فريق التمثيل في أي مسلسل، بغض النظر عن نوعه، يجب أن تتوافق مع الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها، فلا يجوز أن نشاهد شخصية بزيٍّ فوق طاقتها الاقتصادية، أو أقلّ، دون أي مسوّغ درامي، كأن يرتدي الرجل البخيل رداءً بالياً رغم الثراء الذي يتمتع به. لكن أن نرى شخصية “شريف/ همام رضا” العاطل من العمل ووالده العربجي الفقير “تيسير إدريس” يحثّه دائماً على العمل، وكذلك شخصية ” جواد/ هفال حمدي” ابناً للرجل الذي يقوم بأعمال بيت “عزمي بيك/ أيمن زيدان” ويساعد والده في تلك الخدمة، يرتديان ثياباً وكأنهما من أبناء الـ “عزمي بيك”، فهذا غير مقنع إطلاقاً.!
3
ارتكب مخرج مسلسل”على صفيح ساخن” الفنان سيف سبيعي خطأً لأنه لم يدقق فيما رسمه الكاتبان “علي وجيه، ويامن الحجلي” من أفعالٍ لشخصية “نسيم” التي يجسدها والذي تضطره أحواله الصحية لزرع شبكة في أحد الشرايين نتيجة لتضيقه. فشاهدناه “يهلوس” تحت تأثير التخدير العام فناجى “ريما / علياء سعيد” التي تجسّد دور زوجة “هاني/ ميلاد يوسف” شقيق زوجته “هند/ أمل بوشوشة”، وقال إنه يحبها. فعل ذلك، على الرغم من أن زرع الشبكة في أي شريان لأي مريض، لا يحتاج أكثر من تخدير موضعي، الذي ليس من تأثيراته عدم قدرة المريض السيطرة على وعيه لفترة محدودة. فما شاهدناه حلٌّ درامي غير منطقي من قبل الكاتبين كي يؤججا الصراع بين نسيم وزوجته، ويرسما ما سيترتب عليه من أفعال لاحقة.!