مزارعو البندورة يستغيثون..!
«حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر» قالها أحد المزارعين بنبرة حزينة ممزوجة بالمزيد من العتب متهماً إياي بالتقصير في الكتابة عن المشكلات والهموم والصعوبات التي يعانيها مزارعو البندورة في الساحل نتيجة الانهيار الحاد لأسعار البندورة إلى ما دون التكلفة، مؤكداً أنه إذا ما استمر الحال على هذا المنوال فإن الكثير من مزارعي البندورة في الساحل سيخرجون من دائرة الإنتاج، تحت مطرقة زيادة التكاليف وسندان الانخفاض الحاد للأسعار، وهذا يشبه ما حدث مع مربي الفروج فالخسائر المتراكمة جعلت الكثير من المنتجين يخرجون من دائرة الإنتاج ولذلك ترون الارتفاع الخيالي والجنوني لأسعار الفروج حالياً.
وتشير الإحصاءات التقريبية إلى أن تكلفة البيت البلاستيكي للبندورة دون الدخول بالتفاصيل ما بين 2.5-3 ملايين ليرة وإذا ما علمنا أن إنتاج البيت البلاستكي الواحد 4 أطنان بأفضل حالاته، وتالياً سعر التكلفة لكيلو البندورة ما يقارب 800 ليرة ، بينما يباع الكيلو حالياً في سوق الهال بـ350-400 ليرة .
وهنا يتساءل المزارعون لماذا ترتفع الأصوات عالياً من الجميع عندما يرتفع سعر البندورة ، علماً أنها تنتج بغير وقتها، وتعمل الجهات المعنية على اتخاذ كل الإجراءات لخفض أسعارها، من وقف التصدير أو فرض أسعار معينة من دون دراسة التكاليف، بينما عندما تنخفض الأسعار من دون سعر التكلفة لا أحد يرفع الصوت لإنقاذ الموقف وتفادي الخسائر الفادحة والمدمرة والذي ستكون آثاره سلبية على الإنتاج والأسعار في الأعوام القادمة.
ولا بدّ من الأخذ في الحسبان أن ذروة الإنتاج تكون في الشهر الثالث والرابع وهي أشهر الحصاد لتعب دام طوال العام ، وبالشكل الطبيعي في هذا الوقت لا يمكن زراعة البندورة خارجاً، لكن المزارعين يتحدون كل الظروف القاسية من البرد القارس والصقيع والرياح العاتية التي تهدد بضياع التعب خلال لحظات،ورغم ذلك يصرون على إنتاج البندورة في غير وقتها، يتحملون كل الصعاب والتعب، وبالطبع هذا العمل يترافق بتكاليف عالية جداً لأن الإنتاج يتم بظروف استثنائية ولذلك من الطبيعي أن تكون أسعارها استثنائية لتغطية التكاليف الباهظة مع «بحبوحة» من الربح لكي يستطيع هذا المزارع متابعة الإنتاج خلال السنوات القادمة.
وفي النهاية التشجيع على زيادة عدد المنتجين وحمايتهم وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار معقولة يساعد على خلق بيئة تنافسية هو الكفيل بتوفير سلع بأسعار رخيصة.