مسرحية مشروخة
على ما يبدو، وكما هو واضح، تعمل «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» في كل ما يخص الحرب على سورية منذ عشر سنوات وإلى الآن- انطلاقاً من مقولة الألماني جوزيف غوبلز المعروف بمهندس الدعاية النازية لهتلر، أي اكذب ثم اكذب..
لقد اتخذت المنظمة المذكورة من هذه المقولة معلماً وهذا ما تفعله وتلتزم به «المنظمة» التي تحولت بفضل السيطرة عليها من واشنطن إلى أداة ومطية طيِّعة موجهة لتمرير كل ما يريدون لها من سياسات ممنهجة ضد الدولة السورية، وهذا ما يخطط له اليوم بخصوص “حادثة سراقب” المزعومة، والتي بلا شك تتضمن تقارير مزورة واستنتاجات مزيفة وأخرى فضائحية تضاف إلى فضائح عديدة بخصوص الكيميائي والتي باتت لا تُعد ولا تُحصى لإرضاء سيدها الأمريكي- الصهيوني وبعض العربان الذين يدورون في فلكها.
كما زوروا مسرحية كيميائي دوما 2013 ومسرحية اللطامنة 2017 ومسرحية دوما 2018 واليوم سراقب بنسختها الجديدة وهي مسرحية مستمرة التمثيل وتحضير المشاهد منذ العام 2018.. لإعلان عروضها وفق أجندتهم، لكن سوف تنتهي هذه المسرحية المشروخة كما انتهت شقيقاتها ويتكشف الكذب والتلفيق الذي بات العالم كله يعرفه.
سورية ترفض كل ما جاء في التقرير المزعوم شكلاً ومضموناً، وتستنكر وتستغرب التسييس مجدداً،ليس هذا فحسب بل تؤكد لمن يريد أن يعرف أكثر أنها لم ولن تقوم في أي وقت من الأوقات باستخدام هذا السلاح، بل كان جنودها ومواطنوها عرضة للغازات السامة التي استخدمها الإرهابيون بحماية ورعاية أطراف إقليمية ودولية معروفة.
لا نأتي بجديد ولكننا نذكّر الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو ما يسمى «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» لعل الذكرى تنفع وحتى الدول الكبرى التي تتمتع بحق «الفيتو» وهي منحازة ليس للحق والمنطق والعقل، وإنما لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها على حساب حقوق الأمم والشعوب.
التقرير –كما هو واضح للقاصي والداني- منحاز من ألفه إلى يائه ومسيس حتى العظم رغم محاولات «المنظمة» المكشوفة إشراك أعداد كبيرة في هذه المسرحية في محاولة لتمرير المزاعم بقدر من الخبث كمن “يدسّ السم في الدسم” عبر إشراك “علماء سموم” و”خبراء جغرافيا” وموظفي “أرصاد جوية”.. ولكن هم عبارة عن عناصر «كومبارس» لا أكثر.. و الهدف “باطل يراد به الباطل”، لأن «المنظمة» أرادت استغلال العلم المجرد لغايات في نفسها لاعتماد وتبني وجهة نظرها المزيفة للنسخة الوحيدة التي تعمل عليها.. ولكن رغم كل ما تقدم ورغم تدخل أمريكا و«إسرائيل» وتأثير الماكينة الإعلامية الغربية، ومحاولات التلطي المكشوف وراء منطق العلم ونتائجه الحقيقية الثابتة إلا أن عمليات التزوير واضحة، والمكائد المصنعة أمست مكشوفة، والتقارير المزورة الاتهامية أضحت معروفة للجميع بفضل موظفين حرفيين نزيهين صادقين غير منحازين سياسياً ومن مطبخ “المنظمة” ذاتها، وفق المتحدثة الروسية ماريا زاخاروفا.
وإذا كانت المنظمة حريصة -ونحن نشك بذلك- فأين هي مما يملك الكيان الصهيوني من آلاف الرؤوس النووية والجرثومية والكيميائية والغازية والصواريخ المجنحة العابرة للقارات، ومن الأسلحة المحرمة دولياً، وهو لا ينكرها، بل يتبجح بامتلاكها ويهدد بها؟
من المخجل والمؤسف أن “المنظمة” التي كان من المفترض أن تقف على مسافة واحدة من الجميع وتترك للعلم قراره، وتشير بالبنان لكل مخطئ، تتحول إلى أداة في تنفيذ مخططات عدوانية لأمريكا و«إسرائيل» والنظام التركي وبعض المشيخات النفطية لتصفية حسابات سياسية ضيقة مع سورية.
من المؤكد أن الـ180 دولة التي شاركت في حرب كونية على الدولة السورية منذ عشر سنوات عجاف استعملوا فيها كل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً مدعومة بماكينة إعلامية، دون نتيجة وصولاً إلى تشديد ما يسمى بـ«قانون قيصر» المسلط على رقاب السوريين لخنقهم أكثر، ومعاقبتهم على وقوفهم خلف جيشهم الباسل وقيادتهم الحكيمة، رغم كل ما جرى ويجري من إجراءات قسرية أحادية الجانب غير الشرعية.. وهذا لم يرق لهم، بدءاً من عودة أغلبية الأراضي السورية التي كانت محتلة من الإرهابيين مروراً بعودة الأمن والاستقرار لهذا المناطق وصولاً إلى التصميم على إنهاء الاحتلال لكامل للجغرافيا السورية مهما كانت التضحيات ومهمات طالت السنين.. والسوريون الذين طردوا الاستعمار الفرنسي في مثل هذه الأيام منذ 75 عاماً وأنجزوا الاستقلال مصممون وقادرون اليوم على طرد آخر جندي محتل لأراضيهم مهما تغطرست هذه الدول ومهما تلطت خلف «منظمات» تزور التاريخ والجغرافيا كما زورت مسرحية كيميائي دوما 2013 ومسرحية اللطامنة 2017 ومسرحية دوما 2018 واليوم سراقب بنسختها الجديدة 2018 وهي مجرد مسرحية مستمرة التمثيل والمشاهد منذ العام 2018.. سوف تنتهي هذه المسرحية المشروخة كما انتهت شقيقاتها على صخرة الصمود السوري.