بسبب إرهاب مرتزقة الاحتلال التركي الحسكة تعود إلى تأمين مياه الشرب (بالبيدونات)

للمرة التاسعة عشرة يعود مليون إنسان من سكان مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها مكرهين إلى تأمين حاجتهم من مياه الشرب بواسطة (البيدونات)، وذلك بسبب الإرهاب الذي مازالت تمارسه قوات الاحتلال التركي العثماني الجديد ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية المسلحة، منذ أن دنست أقدامهم منطقتي رأس العين وتل أبيض في التاسع من تشرين الأول 2019، هذا الإرهاب المتمثل بتعطيش السكان الآمنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون الدولي والعهود والمواثيق الإنسانية. من خلال توقيف العمل بمحطة مياه عللوك المصدر الوحيد لمياه الشرب لهؤلاء السكان بأساليب مختلفة. منها ما يحصل هذه الأيام وهو التعدي على خط التيار الكهربائي المغذي لمحطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة في الريف الشمالي الغربي للحسكة والممتد من محطة تحويل الدرباسية 20 /66 ك.ف (70 كم شمال غرب الحسكة). ما أدى إلى انخفاض الجهد الكهربائي المغذي لمحطة عللوك وتخفيض عدد المضخات التي تقوم بضخ مياه الشرب باتجاه محطة تجميع الحَـمّـة ومنها إلى مدينة الحسكة الأمر الذي انعكس بدوره سلباً على عدد الآبار التي يتم ضخ المياه منها، وأدى إلى تراجع قوة الضخ وعدم امتلاء الخزّانات في محطة تجميع الحَـمّـة وعدم ضخ المياه إلى السكان وزيادة معاناتهم من جراء عدم توافر مياه الشرب وخاصة في هذه الأيام في شهر رمضان المبارك، كما أخبرنا المدير العام لمؤسسة المياه المهندس محمود العكلة.
أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس تركي عزيز حسن قال لـ«تشرين»: منذ أن أقدمت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها على قطع مياه الشرب عن سكان منطقتي الحسكة وتل تمر تم تشكيل خلية أزمة تضم مديري كافة المؤسسات ذات العلاقة والقيادة السياسية في المحافظة، ولهذه الخلية مهمتان، الأولى معالجة مشكلة انقطاع مياه الشرب من المصدر المتمثل بمحطة مياه عللوك في ريف رأس العين. وهنا نؤكد أننا لم نعد نقبل بالحلول الآنية لهذه المشكلة، ولن نسمح بعد اليوم أن يوضع أهلنا ومواطنونا تحت رحمة الإرهابيين من المجموعات المسلحة وقوات الاحتلال التركي العثماني الجديد، الذين يتحكمون بواحد من أهم مصادر حياة المواطنين ألا وهو مياه الشرب واستخدامها كسلاح يحاربون به هؤلاء السكان الآمنين، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة المتمثلة بانتشار فيروس كورونا من جهة وحلول شهر رمضان المبارك من جهة ثانية. وتالياً لن نقبل إلا بحل جذري ونهائي لهذه المشكلة،
وأوضح المهندس حسن أنه تنفيذاً لذلك توجه مدير عام مؤسسة المياه إلى مدينة القامشلي للالتقاء بالأصدقاء الروس والعمل معهم على إيجاد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة. ووضع مجلس مدينة الحسكة كافة الآبار الموجودة في المدينة سواء التي تعود لمجلس المدينة أو إلى المؤسسات الأخرى تحت تصرف السكان، وخاصة الآبار التي تم حفرها وتجهيزها مؤخراً في المدينة والبالغ عددها 28 بئراً، إلى جانب زج الصهاريج العائدة لمجلس المدينة بنقل مياه الشرب النقية وتوزيعها على السكان في كافة الأحياء. وإذا تطلب الأمر يقوم مجلس المدينة باستئجار صهاريج إضافية لسد حاجة السكان من مياه الشرب. ويقوم فرع الهلال الأحمر العربي السوري بملء الخزانات المركزية المركبة في الشوارع والساحات بمياه الشرب بشكل مستمر. كما بادر عدد من المواطنين الذين يملكون صهاريج إلى زج صهاريجهم بنقل مياه الشرب وتوزيعها مجاناً على السكان. وأبدى عدد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني الاستعداد لفعل الشيء ذاته.
يذكر أن السكان الذين يحصلون على حاجتهم من مياه الشرب من محطة مياه عللوك والبالغ عددهم نحو مليون إنسان مازالوا محرومين بشكل متعمد من مياه الشرب لليوم التاسع على التوالي، علماً أن الأعراف والعهود والمواثيق الإنسانية والقوانين الدولية تُـعـِـد تعطيش السكان جريمة ضد الإنسانية تستوجب المساءلة والمحاسبة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار