العمل الخيري
تبرز أهمية العمل الخيري في تأثيره الإيجابي من حيث التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع، بغية تقديم الخير والمساعدة للجميع، كما أنه يحد من ظاهرة الفقر والأنانية، ويحافظ على كرامة أصحاب الحاجة، ويحد من ارتفاع الجريمة بين الناس، ومن هذا المنطلق كانت دعوة السيدة أسماء الأسد مؤخراً خلال لقائها مع عدد من القائمين على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية وغرف الصناعة والتجارة من جميع المحافظات ، لتنظيم جهود الدعم والمساعدة بغية الاستفادة من جميع المبادرات الخيرية والإنسانية، تخفيفاً عن ضغوطات الحياة المعاشية، التي فرضت على السوريين من خلال أشكال الحصار الجائر المتعدد الأوجه من قبل الإرهابيين ومشغليهم على مختلف تسمياتهم.
من هنا تبرز أهمية ما ذهبت إليه السيدة أسماء، حين شددت على إطلاق منصة وطنية إلكترونية، لتكون صلة الوصل المباشرة والشفافة بين الجهات المانحة والمتبرعين، من داخل وخارج سورية من جانب، وبين المؤسسات والجمعيات المعنية بإيصال المساعدات وتنفيذ البرامج التنموية من الجانب الآخر.
فالإقدام والحماس والاندفاع الذي وجدناه في ظروف الحرب على سورية، من قبل الشبان لمساعدة الناس كان مثالاً يحتذى به، من خلال العديد من الجمعيات، التي كانت بلسماً للعديد من الأسر الفقيرة، وهناك من ساهم في مساعدة أسر الشهداء والجرحى والأهالي المهجرين، وقدم المساعدة لإجراء العمليات الجراحية لمختلف شرائح المجتمع، ولا يزال يقدم.
وتعددت أشكال تلك المبادرات والجمعيات، التي نأمل لعملها المزيد من الأنشطة، وألا تقتصر على فترات زمنية معينة ومناسبة خاصة فقط، ففاعل الخير يشعر بالسعادة التي تساهم في إزالة الكرب عن الآخرين، والذين يرون أن الخير والعمل الإنساني لم ينقطع من بين الوجوه الخيرة، وهناك من يصرون على الاستمرار به من منطلق إنساني، بعكس بعض التجار الذين لا يدخرون فرصة لزيادة ثرائهم وكسب المزيد من الأموال لتكديسها في جيوبهم.
هناك فرق بين العمل التطوعي والخيري من حيث توجه الأول عند الغالبية من الشبان لدعم المجتمع المحلي عبر مبادرات وأفكار تساهم في التنمية، على عكس العمل الخيري الذي يسعى لجمع التبرعات وتوزيعها على المستحقين من خلال أشكال متعددة للمساعدة عبر سلل غذائية على سبيل المثال أو ملابس أو مساعدات طبية ومجتمعية.
لكن المحصلة كلا العملين يخدمان الجانب الإنساني المهم في حياتنا، وكم نحن بحاجة ليشعر المرء بغيره وبما يحيط به من متاعب، وخاصة في هذا الشهر الفضيل وغيره من أشهر السنة.