ريموت كنترول ..!!

1
جميل هذا الاحتفاء الذي تناقلته وسائل الإعلام والتواصل بالمسلسلين السوريين “حارة القبة”، تأليف أسامة كوكش، وإخراج رشا شربتجي و”الكندوش” تأليف الفنان حسام تحسين بك، وإخراج سمير حسين، وهما ما ستعرضه فضائية “دبي”ً، إذ يتم الاحتفاء في شوارع دبي بـ”بوسترات” للممثلين من المسلسلين كتروّيج لهما. ويعني هذا الاحتفاء، إن المسلسل السوري بدأ يستعيد بعضاً من ألقه لدى بعض الفضائيات، وبدأ يستعيد مكانته بين ما يُنتج من الدراما التلفزيونية العربية.. وهو احتفاء يليق بالدراما التلفزيونية السورية، ويجب أن يعطي صنّاعها حوافز عدة على تقديم أعمال يتوافر فيها مقومات فكرية وفنية عالية الجودة، لتستطيع زرع الثقة من جديد بهذه الدراما، حتى وأن كانت من ما سُميت بدراما “البيئة الشامية”. ووفق ما روّج لهذين المسلسلين خلال تصويرهما، نزعم أنهما يختلفان عما شاهدنا سابقاً. وهما من بطولة كوكبة من نجوم الدراما السورية الذين سبق لأغلبهم أن شارك في هذا النوع الدرامي، مع وجوه جديدة.
2
مشاهدة الحلقة الأولى من أي مسلسل؛ هي الحافز لمتابعته فإن لم تستطع رمي شباكها حول رقبة المشاهدين سيستنجدون بالـ”ريموت كنترول” بحثاً عن عمل آخر تتوافر فيه عناصر التشويق والفعل. وهذا ما لم يتقنه كاتب مسلسل “بعد عدة سنوات” بسام جنيد، ومخرجه عبد الغني بلاط، بطولة سعد مينة وديمة قندلفت، وآخرين. فالحوار بينهما كان بارداً، ولا عذر لهما كونهما لا يعرفان بعضهما من قبل، فخلفية الحدث ساخنة في الخارج حيث الرصاص يلعلع وهما لا يتقنان التعرف بشكل غير اعتيادي، وعلى نحو أكثر حيوية تثير فضول المشاهدين لتقبض على أنفاسهم، وتجعلهم ينسون ذلك الجهاز الذي ينقلهم لمسلسل آخر. وما تعانيه الحلقة الأولى من هذا المسلسل، تعانيه مسلسلات أخرى مع الأسف وكأن كتّابها لا يشاهدون أعمالاً متقنة ويعرفون سرّ متابعة المشاهدين لها..!
3
لعل المفارقة التي ستسجل في رمضان هذا العام أن أغلب السوريين لن يستطيعوا متابعة أعمال الموسم الدرامي لهذا العام إلاّ بشكلٍ متقطع دون أي متابعة جيدة. وذلك بسبب تزايد فترات تقنين الكهرباء في كل المحافظات وزيادة أعطال الشبكة والمحطات الكهربائية، ما يعني أن جهداً كبيراً من ما بذله صنّاع هذه الدراما، بدءاً من الكتّاب حتى آخر عنصر فني ومروراً بفريق التمثيل والإخراج، لن يحظى بالتقدير إلاّ لدى من تساعده ظروفه بامتلاك طاقة بديلة لساعات طويلة، في التعويض، من خلال ما تتيحه بعض المنصات و”السوشال ميديا” من عرض لتلك الأعمال. وبهذا تكون شبكة الإنترنت هي صاحبة الفضل، لكن ذلك مع الأسف سيسهم في تعزيز المشاهدة الفردية وليس مشاهدة العائلة إلاّ في نطاق ضيق ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار