مداخل التفوّق

يأخذ الاهتمام بالتعليم، بمراحله الأساسية والثانوية والجامعية، حيزاً كبيراً من جدول أعمال الحكومة للفترة القادمة، إيماناً منها بأن الكفاءات العلمية تصنع المستقبل، وتأخذ بيد المؤسسات الإنتاجية والخدمية نحو تحقيق أهداف البلاد في الاعتماد على الذات وتوفير الأمن الغذائي والصناعي والتقني، خاصة أن سورية قادمة على مرحلة إعمار شاملة، يتم التخطيط لها وفق أفضل المؤشرات العالمية، من حيث المدن الخضراء والصناعات الصديقة للبيئة والمراكز التجارية المستقطبة للترانزيت العابر للقارات، وصولاً لتنفيذ استراتيجية وطنية شاملة للتحوّل الرقمي في جميع جهات وهيئات القطاع العام.
وفي هذا التوجّه الداعم لقطاع التعليم صدر العديد من القوانين التي سهّلت الكثير من الأمور أمام الطلاب للاستمرار في الدراسة حتى نيل الشهادات العليا وشجعتهم على التفوق والتميز في الاختصاصات التي حصلوا عليها، عبر تخفيف الكثير من الأعباء المادية التي يتكبدها الأهالي بدءاً من أجور الانتقال المخفضة من المنزل إلى الجامعة وبالعكس، وتوفير السكن الجامعي لطلاب المحافظات البعيدة عن الجامعات وتوجيه المصارف الطلابية بتخصيص رواتب شهرية وقروض شخصية مؤجلة الدفع لكي يتسنى للطلاب الفقراء إتمام دراستهم الجامعية في وقت شملت آثار الحصار الجائر على سورية مستلزمات التعليم والمعيشة على حدّ سواء.
وبالتوازي مع هذه الإجراءات الحكومية لدعم الطلاب عموماً والمتفوقين منهم على نحو خاص، بحث مجلس الوزراء أمس مشروع صك تشريعي خاصاً برفع قيمة المكافأة المالية الشهرية الممنوحة للطلاب والتلاميذ الأوائل في شهادات التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية والثانوية بمختلف فروعها، بهدف تشجيع ودعم المتفوقين دراسياً وزيادة محفزات التفوق والتنافس بينهم بما يخدم المصلحة العامة ويعود بالمنفعة على المجتمع.
وعلى أمل أن يصدر هذا النص التشريعي قريباً وأن تكون المكافأة موازية للجهد الفكري الذي يبذله الطلاب للوصول إلى حالة التفوق لدينا بعض المقترحات لكي يكون التفوق ميزة كاملة يحملها الطالب إلى مابعد التخرج في الجامعة ودخول سوق العمل وتالياً ترجمة هذا التفوق بتحسين الإنتاج والخدمات والارتقاء بالمؤسسة التي كُلِّف العمل فيها:
– التأكيد على أهمية التعلم من أجل الإتقان، و ليس فقط التعلم من أجل الحصول على درجات مرتفعة في المادة الدراسية.
– حثّ المعلمين تلاميذهم على البحث عن المعلومات و كيفية التعامل معها بجدية .
– العمل على المستوى البحثي على إيجاد مداخل أخرى للكشف عن المتفوقين بدل الاعتماد على المعدل التراكمي الذي يبقى قاصراً بعض الشيء في الكشف عنهم .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار