الجنة لها الكثير من الأبواب مفتوحة لكل من يطلبها ويسعى لها ومن ذلك باب الريان للصائمين ولمن أعطوا للشهر الفضيل رمضان حقه من عطاء للقريب والبعيد وسؤال عن الأهل والأقارب والجيران ومشاركة الفطور مع المحتاجين.. فقد علّمنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن العطاء في رمضان خاصة وفي كل الأوقات طريق من دروب الوصول للجنة وهو من الأعمال الصالحة الجديرة بالإنسان وإن كان العطاء حسب إمكاناتنا ولو بجزء من حبة التمر.. لكن علينا أن نتشاركها مع أهلنا وأحبابنا وجيراننا فهي تفتح أبواب الجنة وتكون سداً يحول بيننا وبين «النار»، نار الجشع ونار الأنانية ونار الظلم … يقول الرسول الكريم : (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).
قيمٌ كثيرة نتعلمها في رمضان الشهر المبارك وأهمها التفاؤل والإحسان والتسامح والمحبة فرمضان من بدايته دورة أخلاقية لإحياء القيم ، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ»[12]، وفي رواية: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ»، وفي رواية: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ»، إنها ينابيع الخير في رمضان.
وبعد رمضان يستمر معنا العطاء والإحسان في العمل وفي البيت ومع الأهل والأصدقاء، دائماً هناك شيء جميل ينتظر من يتقن عمله ويخلص في حياته.
ومع ذلك إن كنت قد قصّرت وفرّطت فلا تيئس، فالأمل قائم ويعلمنا الله الصبر وعدم المغالاة في حال حدوث فشل وخسارة، فأنت في كل يوم في رمضان تجد فرصة للدخول في باب الرحمة الذي فتحه الله لك كل يوم وكل ساعة، الله يستقبل القادمين برحمته وعفوه ، ستجد في كل ليلة وحتى آخر يوم من رمضان المبارك أبواب الرحمة والعفو مفتوحة أمامك ، أبواب أنوار رحمة ربك الواسعة، الله غفور رحيم يقول: « ادعوني أستجب لكم» .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الأمل، فموسم الحسنات قائم إلى آخر ليلة في الشهر، فإن قصَّرت في وقت، تجد الأمل يدفعك للتعويض فيما بقي من أيام.
والله دائماً يفتح لك أبواب الرحمة دائماً يحثك على الإحسان لكل من حولك والعطاء حتى آخر لحظة .. من أجل إعمار وبناء الحياة , فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا أروع مثل فيقول: «إنْ قامَتِ السّاعَةُ وفي يَدِ أحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فإن اسْتَطَاعَ أنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَها، فلَيَغْرِسْها».