رحمات رمضان ..

هاهو رمضان يعود من جديد, بالخير علينا وعلى الجميع, شهر الخيرات والجود والعبادات, في هذا الشهر الفضيل تتجدد النفوس وتصقل من جديد من روحانيات وعبادات الشهر لما يحمل من معانٍ كبيرة تقوّم النفس وتصلح الاعوجاج .. مرحلة توقف للإنسان, يتأمل ويفكر, ويتعوّد على فعل سلوكيات ربما أغفلها أو تناساها من كثرة الهموم ومشكلات الحياة ..
مرحباً برمضان وبما يحمل من خير وعطاء بلا حساب, هكذا هو رمضان, وعلى من يتقن معانيه وروحانياته أن يتعظ ويعمل كل ما في وسعه في سبيل إصلاح النفوس, وإزالة كل العقد والدرنات العالقة عند البعض, شهر بدايته رحمة, هكذا يجب أن يكون البشر بتعاملاتهم وأعمالهم ونشاطاتهم, في مكاتبهم وأماكن إنتاجهم وتجارتهم, إخوة بقلوب صافية مخلصة كلها رحمة ..
ليكون الشهر الفضيل محركاً ودافعاً من جديد لدى البعض الذي أخذته مغريات الدنيا الكثيرة وملذاتها المتنوعة, بما يهدف وإلى ما يرمي من رحمة وتعاون وإخاء وعبادة خالصة للرب عزَّ وجل.
ما أحوجنا اليوم إلى وقفات جدية جنباً إلى جنب, قلوبنا وأيدينا جميعاً متشابكة, نمد يد الخير لإدخال المسرات على أسر فقدت معيلها, وأسر محرومة ولا تقدر على تأمين معيشة أيامها، ففي هذا الشهر تكثر الأيادي الخيرة لتطول بمساهماتها تلك العائلات لتعينها على تجاوز القلة والفاقة, أصحاب يد الخير الميسورون على عاتقهم مسؤولية البحث عن مثل هؤلاء لإدخال البسمة إلى قلوبهم بلا اتكال أو تكاسل, فإنجاز المهام والمسؤوليات لتأمين احتياجات المواطنين أولوية, بعيداً عن أي تغاضٍ أو إهمال ..
البارحة سارعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى رفع درجة الاستنفار لدى كوادرها وعناصرها المختصة لضبط حالات الاحتكار أو السمسرة وأي تهاون مع المخالفين والمتلاعبين لمنع حالات الغش وزيادة الأسعار, وهنا على التجار والباعة التعاون وعدم فرض أسعارهم النارية, فالجيوب فرغت والنفوس تعبت أمام أسعار كاوية, و قدرة شرائية ضعيفة لا تستطيع تأمين إلا اليسير اليسير .. فالرحمة … الرحمة .
في رمضان فرصة لكي نعيد ترتيب نفوسنا وسلوكنا, لنلملم بقايانا من هنا وهناك, مركزين على مواطن الخير, عندها ربما نهزم نفوسنا الأمَّارة بالسوء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار