مواهبنا ثروة رياضية وطنية
المتابع للبطولات المحلية لمختلف الألعاب يجد أنها تعج بالمواهب الشابة الواعدة، وهذا يعني أن قواعد ألعابنا بخير، ولكن الملاحظ أن هذه المواهب مازالت تحتاج صقلاً وتدريباً حتى تتمكن من الاستمرار في تحقيق التنافس والوصول إلى منصات التتويج العالمية والقارية، فمن خلال متابعتنا البطولات التي أقيمت مؤخراً شاهدنا الكم الهائل من هذه المواهب الرياضية سواء في بطولة الجمهورية للكرة الطاولة التي شهدت تنافساً قوياً بين هذه المواهب الشابة، وكذلك في بطولة الجمهورية للشباب لبناء الأجسام التي كان فيها التنافس على أشده بين مختلف الأوزان وهذا أيضاً مؤشر إيجابي على أن قاعدة هذه اللعبة بخير، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على العديد من الألعاب التي توجد فيها قواعد كبيرة من المواهب تنتظر من يأخذ بيدها ويصقلها ويدربها ضمن معسكرات تدريب عالية المستوى ونوعية، وهذا ما كنا نريده من القيادة الرياضية أن تهتم أكثر بمراكز التدريب ودعمها بكل الإمكانات حتى تصبح قادرة على تحقيق الاستمرارية الحقيقية لألعابنا.
وهنا لابد أن نتساءل أين مصير مشروع البطل الأولمبي الذي كان يُعمل عليه سابقاً من خلال أكاديمية السباحة التي خرّجت المواهب في هذه اللعبة، وكذلك أكاديمية المصارعة التي خرّجت أبطالاً كثيرين كانت لهم صولات وجولات في ميدان هذه اللعبة عربياً وقارياً؟ وكذلك الملاكمة وكرة المضرب اللتان يعمل الآن المسؤولون عنهما لإقامة مركز تدريبي للحد من جشع المدربين وساعات التدريب التي تصل ساعتها إلى أكثر من 5000 ليرة؟!
للأسف كل هذه الإنجازات للمدارس التخصصية لم نعد نسمع بها وتخلت عن مهامها لحساب المدارس والأندية الخاصة، ويكفي أن نسمع أن هذه المدارس الخاصة تتقاضى أجور تدريب كبيرة ليس بمقدور الطبقة ذات الدخل المحدود التفكير ولو بمجرد النظر إلى إعلانات هذه النوادي الخاصة.
لذلك نأمل أن يُعاد النظر في بناء مراكز التدريب التابعة للاتحاد الرياضي العام والعمل على تنظيمها لتكون أكثر فاعلية وأكثر مصداقية حتى ندعم الفئات العمرية الصغيرة ونجعل من رياضتنا رياضة شعبية بمتناول الجميع.