بيت «العنكبوت» الصهيوني

ليس غريباً أن يكلف رئيس الكيان الصهيوني رووفين ريفلين ما يسمى زعيم حزب “الليكود” رئيس وزراء “إسرائيل” الحالي بتشكيل الحكومة الجديدة المقبلة إثر نتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في آذار من العام 2021.. وليس بغريب قول ريفلين “اتخذت هذا القرار رغم صعوبته من الناحيتين المعنوية والأخلاقية”!.

عن أي قيم يتحدث الأخير، وكيانه قائم على الاحتلال.. والاستيطان.. والإرهاب.. والقتل والتهجير والتوسع، هل لذر الرماد في العيون كالعادة أم لإقناع العالم أنهم “ديمقراطيون”؟.

كلام باطل يراد به باطل، في إشارة منه إلى افتتاح جلسات استعراض الأدلة في محاكمة نتنياهو المستمرة منذ سنوات بتهم أكيدة مثل الرشوة والاحتيال وأخطرها خيانة الأمانة.

وليس من المنطقي أن يكلف نتنياهو على حد تعبير ريفلين، ولكن عن أي منطق يتكلم، فهل الكيان يحكمه دستور.. أو قانون.. أو حدود.. حتى يتكلم عن المنطق؟

وعن أي أخلاق يتحدث ونتنياهو مطلوب للمثول أمام التحقيق بجرائم تخص الإسرائيليين..؟ فكيف إذا أضيفت لها الجرائم بحق العرب والفلسطينيين؟.. ومع هذا عن أي معنويات وقيم ومُثل يبررها رئيس الكيان ونتنياهو المثبت عليه هذا الكم من الإدانات التي تلبسه كما اسمه التي حصدها عبر تاريخه كأطول من شغل منصب رئيس وزراء الكيان الصهيوني في تاريخ هذا الكيان الغاصب المحتل.

وليس غريباً أيضاً أن يعترف ريفلين أن “الكنيست الإسرائيلي يمر في مرحلة حرجة جداً” وهذه العبارة الصادقة الوحيدة في هواجسه، بسبب غياب تحقيق أكثرية تسمح لهذا الحزب أو ذاك، أو لهذا التكتل أو ذاك لتشكيل الحكومة، وهذا قد يدفع، وهو الأكيد -وفق ريفلين- نحو الإعلان عن انتخابات مبكرة جديدة هي الخامسة من نوعها.. وهذا ما يرجوه ويتمناه نتنياهو مادام أنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف قوي أو حكومة قوية يستطيع من خلالها فرض إرادته على الإرادات الأخرى؛ لتمرير قانون يستطيع من خلاله الإفلات من الكم الهائل من التهم بحقه من رشا واحتيالات وخيانات بات يغصّ بها سجله العدلي.. وتفيض بها صحيفته الانتخابية.

ولكن، ورغم خطورة المحظورات التي أشار إليها رئيس الكيان الصهيوني فقد غاب عن ذهنه عامداً متعمداً، أن نتنياهو، الإرهابي.. المرتشي.. المحتال.. الخائن هو أطول رئيس وزراء يحكم «إسرائيل»، وهذا الرئيس من ذاك الشعب، وهذا اللفيف من هذا الكيان جاء من هنا وهناك التقوا على الاستيطان والتوسع.. وطباعهم من طباعه، وهم على شاكلته.. وهذا هو الخطير.. لأن ما يسمى «شعب إسرائيل» هم من يختارون رئيس وزرائهم وهم يعلمون تاريخه الإرهابي.. ومع هذا هم يصرون على انتخابه في كل مرة.. صحيح أنه لم يحقق الأكثرية المطلوبة التي تخوله الحكم بشكل مطلق.. ولكن النسبة أيضاً ليست بقليلة.. وهذا يعني أكثر من النصف من سكان الكيان يؤيدون سلوكه وأخلاقه وتصرفاته رغم قباحة التهم التي تصل إلى حد الخيانة العظمى.. ومع هذا لا ضير عند الناخب الصهيوني مادام يحقق لهم مصالحهم عبر ابتزاز الدول الكبرى الغربية والإقليمية.. بل يفرحهم ويسعدهم.. ولكن الحق ليس على الناخبين الصهاينة.. وليس على نتنياهو، لأنها مصلحتهم ويسعون لتنفيذها وإنما الحق كل الحق على بعض العربان والمشيخات الذين طبّعوا معه مجاناً أو في الطريق للتطبيع المجاني وخيانة لدماء الشهداء وللجرحى والمعتقلين في السجون الصهيونية.. تطبيع مجاني من دون عودة الأراضي العربية المحتلة، ولولا مساعدة المطبعين لما حصل نتنياهو على هذا الكم من الأصوات.. بل هؤلاء العربان مصرون أكثر لفتح دولهم ورهن قراراتها لما يسموه “الصديق الصهيوني” ويعادون أشقاءهم أصحاب الأرض المحتلة وجيرانهم بحجج واهية، وشماعة ما يسمى الخطر الإيراني زوراً وبهتاناً ليتلطوا خلفها لزيادة التطبيع.. ومعاداة جارتهم إيران من دون أي سبب مقنع.. فهل يعون ذلك.. أم يبقون مصرين على خيانتهم لشعوبهم ولأمتهم؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار