الاستهتار بـ”كورونا”.. بلاحدود

ربما مازال الكثير من المواطنين يجرون مقارنات يومية بين ضحايا حوادث السير والوفيات التي يسببها فيروس كورونا، ويستنتجون أن الفارق بسيط بعدد الوفيات؛ ولذلك يمعنون في الاستهتار بهذا الوباء العالمي من دون التفكير ملياً بتفاصيل الاختلاف بين أسباب كثرة حوادث السير وبين أسباب انتشار فيروس كورونا.
للأسف .. لايوجد أساس للمقارنة بين تزايد حوادث المرور وارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لكن الذي يحصل أن معظمنا يبحث عن مبررات للتكاسل في ارتداء كمامة أو الذهاب إلى المغسلة لتنظيف يديه بشكل متكرر، وكأن الكارثة في الحالتين واقعة حتماً ولا مجال للوقاية منها مهما اتخذ الشخص من إجراءات احترازية أو التزم بالعزل الصحي داخل منزله في حالة الاشتباه بالإصابة أو حتى خلال فترة الإصابة.
لا .. هذا المبرر غير دقيق – وفق تقارير صحية وطبية تصدر يومياً عن أفضل المراكز الصحية العالمية والمحلية أيضاً – فلو كان أمر الإصابة بفيروس كورونا من المسلمات؛ فلماذا نخاف من هذا الفيروس وترتعد فرائصنا كلما سمعنا خبر وفاة شخص عزيز علينا بهذا الوباء ؟ .. وإذا كان كلام الأطباء غير مقنع فلماذا نصدق الأطباء عندما ينصحوننا بإجراءات الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والأورام الخبيثة .. وغيرها؟
ولماذا نتناول الدواء الذي يصفونه لنا بعد كل مراجعة لعيادتهم؟
الموضوع الصحي سلسلة متكاملة كالجسد الواحد فما يصح هنا يجب أن يطبق هناك؛ لأن الوباء لا يستهدف شخصاً بعينه كما تفعل السيارة الرعناء بل ينتشر كالنار في الهشيم وهذا ما يحصل، فضلاً أن الفيروس غير مرئي لكي نهرب من أمام عجلاته أو نقطع الشارع من جسر المشاة لتجنب حادث الدهس لا سمح الله.
إن موضوع الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا لم يعد خياراً لدى البعض حتى يسوق التبرير تلو الآخر لهذا الاستهتار الصحي الذي نراه في جميع أماكن الازدحام بدءاً من وسائل النقل وحتى الأفران وانتهاء بمؤسسات العمل العامة والخاصة .. والأغرب من ذلك أن ترى مراجعي بعض المراكز الصحية والمشافي بلا كمامات .. فهذه ما لا طاقة على أحد لتحمل تبعاته نظراً لأن الجميع هنا مريض وربما المرض يكون مزمناً، وتالياً فإن انتقال فيروس كورونا إلى هذا المريض يسبب مضاعفات في حالته وقد يصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها، وعندها لا ينفع الندم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار