مخالفات غذاء…!!
تتوالى المخالفات الغذائية الصحية بمتوالية سريعة, فمع اشتداد لهيب الأسعار الذي لحق بكل السلع والمواد وأخص هنا السلع والمواد الغذائية , كثرت المخالفات الصحية الجسيمة التي تشكل وبالاً على صحة البشر وسلامتهم , فبين فترة وأخرى تتحفنا إدارات الشؤون الصحية وتقارير الرقابة التموينية عن عشرات الضبوط حول المخالفات المرتكبة والتلاعب بأساليب غريبة الأطوار من خلال غش بمكونات السلعة باستخدام بقايا مواد غذائية , جلّها منتهي الصلاحية والآخر ربما يكون فاسداً, وربما وربما .. فالمستهلك أصبح غير آمن تماماً على صحته , فلدى البعض من الباعة والتجار طرق ملتوية, ووسائل تلاعب لتمرير ما لديهم من سلع غذائية منتهية الصلاحية للمستهلكين الباحثين والحالمين بمواد غذائية ذات أسعار منخفضة أو معتدلة تتناسب مع ما بحوزتهم من ليرات متبقية . . المخالفات جسيمة أيها السادة , حتى من تسند إليه مهمات ومسؤوليات الحماية للمستهلك بات يعترف ويصرّح علانية عن عدم إمكانية ضبط حالات الغش والتزوير وحالات عدم التقيد بالاشتراطات الصحية.
قد تجد البعض يعمد إلى التلاعب ببطاقات البيانات المثبتة على أنواع السلع , وقد يقوم بتقديم وتأخير تواريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية وغيرها من فنون النصب والاحتيال الحاصل.
في الأسواق سلع مجهولة المصدر تباع هنا وهناك, معروضة على البسطات، في الشوارع وفي أماكن تحت أشعة الشمس, بلا رقابة أو متابعة وزجر, و من الناس هناك من يسارعون إلى شرائها ، ربما يكون دافعهم سعرها المعتدل , علماً أنه لم يعد هناك أي سعر معتدل .. ! فكل شيء تضاعف سعره مرات , وفوق ذلك لا أحد قادراً على زجر حالات الغش والتهاون الحاصلة إزاء التلاعب بمضامين التراكيب والخلطات التي تحصل , ولا تستغربوا غش الزعتر على سبيل المثال لا الحصر ببعض المواد كبقايا الكعك والمنكهات تحت يافطة الغش الواضحة , فالكل يغش جهاراً و نهاراً بلا أي رادع .. !
ضبط الأمور وتجنيب العباد و المستهلكين حالات الخداع لا يكون فقط عبر تطبيق الإجراءات وما تمليه من عقوبات بحق المسيئين والمتواطئين , بل عبر إيقاظ الضمائر والنفوس التي ماتت وأعماها الطمع , وباتت لا تكترث بصحة العباد .. !