رؤية بعين واحدة..!
لا ندري لماذا يحصر بعض الكتّاب والصحفيين شخصية المرأة السورية في الدراما التلفزيونية في مسلسلات «البيئة الشامية»، ويعدّون أن كتّاب هذه الدراما لم ينصفوها، وكأنه ليس لدينا دراما سوى هذا النوع؟!. ثم يمضي بعضهم بالدفاع عن المرأة السورية في ندوات متشابهة في العنوان، فيكررون الكلام ذاته عن أن صورتها ليست محصورة في الثرثرة و«البوجقة» و«أمرك ابن عمي» إلى آخر هذه العبارات والأفعال.
ولا توصيف لذلك، إلاّ رؤية مشهد الدراما التلفزيونية السورية، بعين واحدة! فهم يتغافلون عن مسلسلات قدّمت نماذج نسائية متعددة ومتميزة اجتماعياً ودرامياً أنصفت المرأة بشكلٍ جيد، فمن تلك الأعمال ما خصص لنماذج نسائية محددة، مثل مسلسل «أسمهان»، فالكاتب والممثلة التي جسدت دور الفنانة الراحلة أسمهان، سوريان، وكذلك معظم فريق التمثيل، مع مشاركات لبنانية ومصرية، وتونسية في الإخراج، كما أن مسلسل «حرائر» للكاتبة عنود الخالد وإخراج باسل الخطيب، أنصف نساء سوريات بارزات إذ استعاد محطّات من سيرة حياة نازك العابد (1887– 1959)، وماري عجمي (1888- 1965)، وسلّط الضوء على دوريهما الرياديين في النهضة الاجتماعية، وحركة التنوير، خلال تلك المرحلة، وذلك في سياق المسلسل الذي قدّم حياة امرأة دمشقية متخيلة وواقع النساء السوريّات في حقبة تزامنت مع طرد المحتل العثماني من الشام، بينما كان المحتل الفرنسي على أبوابها، ناهيك بأعمال عدة قُدِمت فيها شخصيات نسائية متميزة لا يخلو منها أي مجتمع في أي مدينة سورية وفي أي وقت، ولم تكن تقليدية أبداً، ونقصد شخصية الأم، كما في «أحلام كبيرة» قدمتها الفنانة سمر سامي، التي جسدت دوراً آخر مميزاً في مسلسل «سحابة صيف».. وكلنا شاهدنا أيضاً العديد من أدوار الأم جسدتها باقتدار الفنانة المتألقة دائماً منى واصف تنوعت بين أكثر من نمط للأم المتعلمة، أو الأميّة القوية، أو الأم الحنون، أو الأنانية، فهل الأم بأنماطها المتعددة ليست نماذج درامية للمرأة، ولا تنصفها ؟! نسأل من دون أن ننسى الإشارة إلى المسلسل الذي خُصص لتكريم الأمهات بعنوان «أمهات»، و «جلسات نسائية» و «بنات العيلة» وفيهم نماذج درامية متنوعة للمرأة.
وختاماً؛ مما لا شك فيه، أن ثمة نماذج نسائية تاريخية عدة بانتظار من يقارب سيرة حياتهن درامياً.