في محلّه ..

قرار وزارة التربية “إنهاء الدوام في مرحلة رياض الأطفال ومن الصف الأول إلى الرابع وتعليق الدوام لطلاب التعليم الأساسي حتى الصف الثامن ..” لم يكن متوقعاً من قبل الطلاب وأهاليهم، لكنه كان مطلباً ملحاً بالنسبة لهم نظراً للحالات الكثيرة من الإصابات بفيروس كورونا التي أصبحت واضحة في معظم المدارس.
بالتأكيد هذا القرار الصعب تربوياً وتعليمياً لم يصدر إلا بعد التدقيق بنتائج الجولات التي قامت بها فرق الصحة المدرسية خلال الأسبوع الماضي على عدد من المدارس، والتي نستنتج بعد صدور هذا القرار أن نتائج تحليل الـ”PCR” المأخوذة عشوائياً من التلاميذ والكادر التعليمي والإداري فيها ليست على ما يرام وربما لا يحتمل الوضع مزيداً من التدهور لجهة زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الطلاب والمعلمين والمعلمات، ما تطلّب من وزارة التربية إصدار هذا القرار النوعي والصعب من دون تأخير وبعد دراسة شاملة وواعية.
بعد هذا القرار علينا جميعاً مسؤوليات جسام يجب تحمّلها وتنفيذها وفق المعطيات الصحية والتعليمات الطبية والتوعوية التي تصدرها يومياً وزارات الصحة والإعلام والتربية والتعليم العالي .. وغيرها من الجهات المعنية والمتمثلة بالفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا. ومن أهم هذه المسؤوليات الحفاظ على صحة أبنائنا من خلال الالتزام بالمنازل ومتابعة الحصص الدرسية المقررة وفق المنهاج الدراسي بالتعاون مع المعلمين والمعلمات عن بعد ، وعدم تكرار ما حصل خلال العام الدراسي السابق أثناء تعليق الدوام ، علماً أن الوباء كان في بداية انتشاره والإصابات به لم تكن تتجاوز عدد أصابع اليدين، أما اليوم فالوضع مختلف لجهة أن سورية تمر في فترة الذروة الثالثة منه، فضلاً عن أن الوباء أصبح أكثر شراسة وخطورة لجهة سرعة انتشاره وعدد المصابين به من الصغار والكبار, بحيث صار الجميع مهدداً بالإصابة به.
لكن حتى تتحقق المسؤوليات ويصبح التواجد في المنزل مفيداً للطلاب وأهاليهم فإن على وزارتي النفط والكهرباء أن تكونا أكثر لطفاً في تخفيض ساعات التقنين ، وإن لم تستطيعا ذلك بسبب الحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، نقترح أن تكون الفترة الصباحية خارج نطاق التقنين ليتسنّى للطلاب متابعة المقرر المدرسي أو المواد الأساسية منه عبر المنصات التربوية، تفادياً لما حصل في فترة الانقطاع في العام الفائت والتي استمرت لأكثر من خمسة أشهر , وحين عاد الطلاب إلى المدارس بداية العام الدراسي الحالي وجد المعلمون أن معظم الطلاب قد نسوا الأحرف الأبجدية وجدول الضرب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار