لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة رغم كل التداعيات والانعطافات والمشاحنات التي تعقب احتفالية الكذب بنيسان فالملتيميديا حسنت من الحس الفكاهي لدى عامة متعاطي صفحات التواصل الاجتماعي وحرضت عبقر الخيال والشعر الكامن داخل أروقة معاطفنا الشتوية والتي يختبئ بها قلوب، الظاهر منها أنها قلوب قوية فيما المحفور فيها أنها تعاني نقصاً كيميائياً بضخ العاطفة للشخص الصح أو أنها قلوب أكبر من أن تتسع لها معاطف الشتاء القارس وأكثر رحابة صدر لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأسماء التي سيصبح توصيفها (ex ) بعد فترة قليلة على حسب اللغة الدارجة والتي يوصف فيها الحبيب أوالحبيبة إلكترونياً.
احتفالية الكذب بنيسان أظنها احتفالية يجوز عليها الترحم بحضور كذب افتراضي يقضّ مضجع الصفحات الزرقاء من فيسبوك وتويتر وأخضر الواتساب.
هذا إذا ما استثنينا حالة الكذب العاطفي نظراً لشمولية حضوره و بكثرة بين أروقة النفوس العطشة للعشق على مدار عام ولا بد أن نخص بالذكر الكذب الاستعراضي لزوجات وأزواج يصدرن بالمناسبات العائلية صور الحب والوئام والدفء العائلي بلا مشاحنات أو مشاجرات يسمع بها الأصدقاء والجيران والذين هم من بين أصدقائهم على الفيسبوك ويعلمون حجم التضليل والكذب المصحوب مع تلك المنشورات فيما الطامة الكبرى أصحاب الوجوه الملونة التي تكذب بطريقة ربعية أيّ إنها كل أربعة شهور تلبس قناع حسب الطربوش وهات يا تذلف وخنوع وبوستات من شعر للمتنبي وأبو فراس الحمداني يهلّل فيه المحسوب للطربوش على مدار الـ 24 ساعة الافتراضية وينكزو ينشر ويشارك كل ما يخص أخبار المعني لذلك وما دام نيسان بعيده المرحوم وبخصوصية يوم واحتفالية كذب أبيض كانت الغاية منها التسلية وتلطيف الجو.
ما علينا إلا التنصل من كل تعليق أو رأي سابق كنا فيه نذم كذبة نيسان المرحوم.