بعد أن قامت دوريات حماية المستهلك في محافظة حمص الأسبوع الفائت بمداهمة مستودعات تعود لأصحاب ثلاثة معامل لإنتاج الزيوت في شنشار، وقامت بمصادرة أكثر من 30 ألف ليتر من زيت عباد الشمس؛ كانت مخبأة في مستودعات هذه الشركات. صار لزاماً على دوريات حماية المستهلك، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، مداهمة مستودعات تخزين الأعلاف في هذه المحافظات، لأنّ أغلبية هذه المستودعات تعود لأصحاب معامل الزيوت ذاتها.
وهم أكبر المستوردين لكسبة الصويا والذرة، وهذه المواد هي العمود الفقري لإنتاج البيض والفروج، وهم من يتلاعب بأسعار الأعلاف حتى وصلت قيمة الطن الواحد من علف الدجاج إلى أكثر من مليوني ليرة، ما أدى الى الارتفاع الجنوني بأسعار البيض على الأقل.
كل الكميات الواردة من الأعلاف تستورد بالدولار المدعوم، وهذا شكل من أشكال التدخل الإيجابي الذي يمارسه المصرف المركزي لمنع التلاعب والاحتكار، لكن بما أن الرقابة غائبة أو مغيبة؛ فإنّ هذا التدخل الإيجابي ليس إيجابياً إلا للمستوردين أنفسهم.
نقول ذلك لأن الاحتكار قد يكون عادة، أو طريقة اعتياش، وهذا لا يعني أن المستوردين ليسوا معتاشين.. رغم أنهم يعيشون التخمة (على أصولها) إلا أن أغلبيتهم عيونهم فارغة لدرجة أن (تراب القبر و الآخرة) قد لا يشبعهم، وفي المقابل أغلب أصحاب الحاجة قد ينامون جوعى من دون أن تسول لهم أنفسهم القيام بالغش أو السرقة.
«مو غلط» أن تستنفر كل الأجهزة الحكومية، من أجل منع الاحتكار، و ضبط المحتكرين وتعريتهم أمام جماهير المستهلكين الفقراء حتى لو كانوا من أصحاب الحسب والنسب..!!