50 مشاركاً في مسابقة النمذجة الرياضية البرمجية للأطفال واليافعين
بعد استعداد استمر شهرين, أقامت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مسابقة النمذجة الرياضية البرمجية للأطفال واليافعين لعام 2021 ضمن مخابر الجمعية التي أدخلت سياقاً جديداً من الأسئلة إلى المسابقة منبثقة من الأزمات الحياتية اليومية.
وتعدّ هذه المسابقة الأولى من نوعها في سورية٬ وتهدف بالدرجة الأولى إلى استقطاب العقول الغضة لتنمّي فيها طرق التفكير الرياضي من خلال ربط الرياضيات بالواقع٬ وكيفية الاستفادة من الحاسب في هذا المجال, وقسم المشاركون الذين بلغ عددهم 50 إلى فئتين: فئة الأطفال «تتراوح أعمارهم حتى 12 سنة», وفئة اليافعين «أعمارهم أكبر من 12 سنة», وكانوا مشاركين كأفراد وليس كفرق.
وشملت المسابقة أسئلة تحريرية بصيغة الامتحان المفتوح٬ حيث سمح للمشارك باستخدام المراجع الورقية و الإلكترونية والإنترنت٬ ولا يوجد أي قيود على استخدام مصادر المعلومات إلا التواصل مع أشخاص آخرين.
وقال الدكتور محمد خير محمد رئيس نادي النمذجة والمحاكاة في الجمعية المعلوماتية لـ«تشرين»: شملت الأسئلة مواضيع مرتبطة بالمشكلات الحياتية اليومية التي نعانيها بسبب تداعيات الحرب على سورية ومخاطر وباء كورونا مضيفاً: على سبيل المثال كان هناك سؤال حول تصميم نموذج رياضي يحدد فعالية استخدام الكمامات بمستويات جودة مختلفة للحد من انتشار الوباء في عيّنة سكانية تعاني نسبة معينة من أفرادها من الإصابة بالوباء، وسؤال حول تصميم نموذج رياضي لفهم أثر طوابير الانتظار أمام محطات الوقود, وعدم الالتزام بالدور المخصص لكل سيارة، وكذلك سؤال حول تصميم لصالة معينة “للسورية للتجارة” للحد من انتشار الوباء، وسؤال حول تصميم نموذج رياضي لعملية اتخاذ القرار المناسب لاختيار شخص من مجموعة أشخاص مرشحين لتولي مسؤولية خدمية معينة، وسؤال حول تصميم نموذج رياضي للتزايد السكاني في بلد ما, والاستفادة من النموذج لرسم خطط اقتصادية لمواكبة هذه الزيادة, وسؤال حول تصميم نموذج رياضي يحدد توزيع الأجور الأكثر عدلاً في عينتين متساويتين من العمال معطى في كل عينة أجرة كل شخص فيها، وسؤال من العيار الثقيل حول تصميم نموذج رياضي لمساعدة كادر طبي معين لتحديد كمية الدواء التي يجب إعطاؤها لمريض للتغلب على المرض.
وأكد محمد أن هذه المسائل جميعها كانت ذات طبيعة رقمية حاسوبية٬ حيث يجري حالياً تقييم الحلول المقدمة من المتسابقين من قبل الكوادر العلمية في نادي النمذجة والمحاكاة وهم: الدكتور المهندس محمد خير عبدالله محمد رئيس النادي, والمهندس رضا الحموي مشرف علمي، والمهندس زين بلول مشرف علمي.
بدورها أوضحت المهندسة مريم فيوض رئيس فرع الجمعية في اللاذقية أنه على الرغم من صعوبة بعض المحاور العلمية على الفئات العمرية الصغيرة٬ لكننا نؤمن من خلال مخرجات نادي النمذجة والمحاكاة في الجمعية للمعلوماتية أن تعميم مواضيع علمية متقدمة كهذه ممكن جداً على هذه الأعمار حين يتم تقديمها بأساليب وتقنيات النمذجة الرياضية.
وأضافت فيوض: يحدونا الأمل أن هذه العلوم ستسهم في بناء جيل علمي فريد يتقن المقاربة الرياضية للمشاكل العلمية بما فيها المشكلات المعقدة وحلّها بمساعدة الرياضيات والحاسب، كذلك يسهم في إعادة بناء ما هدمته الحرب على وطننا الحبيب٬ وهي رسالة نادي النمذجة والمحاكاة في الجمعية العلمية.
وكان جرى الاستعداد لهذه المسابقة عبر ورشات تدريب تحضيرية مكثفة استمرت نحو شهرين قبل انطلاق المسابقة, وشملت مواضيع علمية متنوعة في تقنيات النمذجة الرياضية بعضها طرح للمرة الأولى مثل النمذجة الرياضية باستخدام الإحصاء٬ والنمذجة الرياضية باستخدام الاحتمالات الرياضية٬ ومبادئ النمذجة الرياضية باستخدام المعادلات التفاضلية.